Block

Block

حديقة المسلمة

 
قال الرسول صلى الله عليه وسلم؛
« من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) »
رواه البخاري ( 1901 ) ، ومسلم (760)

Block

عدد المتصلات حالياً

 
توجد حاليًا 659 ضيفة/ضيفات

Block

صندوق البحث

 


حللت أهلاً ونزلت سهلاً


(1087 مجموع الكلمات في هذا النص)
(1427 قراءة)   صفحة للطباعة




 أهلاً وسـهلاً بالصيـــــــــــام         قـد لقيناك بحــــــــــــــــب مفعم
يا حبيباً زارنا في كـل عــام        كل حبٍ في سوى المولى حرام

 
حللت أهلاً.. ونزلت سهلاً.. رمضان أقبل ومن حقنا أن نعطيه حق الضيافة.. وحقه اجتهاد في العبادة لله الواحد الأحد.
رمضان شهر أطل هو ثلاثون يوماً أو 29 يوماً تمر كلمح البصر ألقاه شهراً ولكن في نهايته يمضي كطيف خيال قد لمحناه.. ها هو رمضان أقبل فماذا أعددنا له؟ وبماذا نستقبله؟
الناس في استقبال رمضان أصناف:-
صنف قد عرف قيمة هذا الشهر فشد مئزره وأحيا ليله بالقيام ونهاره بتلاوة خير كتاب الله وجاهد واجتهد في أعمال الطاعات من إطعام للطعام وصلة للأرحام.
صنف قد صام رمضان مع الناس وقام رمضان مع الناس لكنه لم يشعر بحرارة الصيام أو لذة القيام فهذا قد أخذ من شهر الصيام عادة يؤديها مع الناس.
صنف ثالث تمر عليه أيام رمضان كبقية أيام السنة يصلي الفرائض.. لكنه لا يحرص على النوافل من تراويح وسنن رواتب.. كتاب الله قد هجره.. فتجده ساهياً لاهياً في هذه الدنيا أعاذنا الله من همها.
والصنف الأول من هذه الأصناف هو الفائز في رمضان إن أخلص النية لله كما أنه على مثل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
أختي الكريمة:
تعالي لنتجول في هذا الصنف -الصنف الأول- وعبير أريجه.
هؤلاء قوم اختلطت لديهم مشاعر الصيام وحرارة الجوع فأول نهارهم قراءة لكتاب الله وحرص على ختمه أكثر من مرة في الشهر دأبهم في ذلك دأب الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح وسأذكر قليلاً من أخبارهم في حفظ كتاب الله لتقوي العزيمة وتزيد الهمة لدينا:-
 
-  عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يختم القرآن في ليلة واحدة حتى قال عمر رضي الله عنه فيه أنزل قول الله تعالى ((أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه)).
-  الشافعي :كان يختم القرآن في رمضان ستين مرة.
-  قتادة: كان يختم القرآن في كل سبع ليال دائماً وفي رمضان كل ثلاث ليال وفي العشر الأواخر في كل ليلة مرة واحدة.
-  الإمام أحمد بن حنبل: وكان يختم القرآن في كل أسبوع.
تـدبر كتـاب الله ينفعك وعـظه        وبالعين ثم القلب لاحظ واعتبر
ويعـرف أهـلوه بإحـياء ليـلهم        وغضهم الأبصـار عن كـل مـأثم
فإن كتاب الله أبلغ واعــــــــظ        معانيه فهـو الـهدى للملاحــــظ
وصوم هجير القيظ القائــــــظ        يجر بتكرير العيون اللواحــــــــظ

ولذا فمن المناسب أن يجعل المرء لنفسه وِرداً يومياً يلزم نفسه بقراءته كل يوم حتى يتسنى له ختم كتاب الله على الأقل في الشهر مرة واحدة.
ثم بعد ذلك تجده يتقلب في مصالح دنياه (عمل أو طالب علم ) ثم إذ به ومع قبيل المغرب يحرص على تفطير الصائمين.. فكم تقر العين برؤية ذلك التاجر الذي لم يكتف بدفع المال لتفطير صائم بل وقف بنفسه على الموائد ينظمها حتى إذا حان وقت المغرب بقليل تتوافد العمالة من  هنا وهناك من جنسيات مختلفة.. تغيب كل الفروقات لا غني ولا فقير، لا مدير ولا عامل.. يجمعهم شيء واحد.. إنه هذا الدين العظيم.. الدين الإسلامي..
في موسم الطهر في رمضان الخير تجمعنا محبـة الله لا مـال ولا جـاه.

هذا الرجل وأمثاله قد حرم نفسه لذة الإفطار مع زوجه وأبنائه واحتسب ذلك من أجل مشاركة المسلمين فرحة الفطر.
ويمكنك عزيزتي المرأة المشاركة في تفطير الصائمين من خلال صنع الأطباق وإرسالها إلى المسجد فتنالين بإذن الله أجر تفطير صائم وبعد الإفطار يرتاح قليلاَ حتى يتقوى بهذه الراحة على طاعة الله.
ومنهم من يفضل قراءة القرآن أو القراءة في كتاب أو الجلوس مع الأسرة لكن كثيراً من الناس في هذا الوقت يعكفون على القنوات الفضائية التي غزت البيوت والعقول فمع بداية شهر رمضان بل قبله تتهيأ هذه القنوات لبث البرامج الرمضانية كما تقول.. ورمضان بريء منها.. فأنى لمظاهر فيها الرقص والغناء أو المزاح غير المباح أن تتصل برمضان؟
أنى لشاب يرى نحر عارية فيما يسمى بالفيديو كليب أن يتمتع بلذة المناجاة لله رب العالمين؟
إنها حقاً خطة من أعداءنا أو ممن انسلخ عن دينه ليفقد المسلمين روحانية هذا الشهر الكريم.. فلرمضان روحانية فيها الخشوع والخضوع لا يعرفها إلا من ذاق حلاوتها..
إن أعداءنا يعلمون إقبال النفوس في هذا الشهر على الله وإن لم يشغلوهم بغثاء هذه القنوات فسينشغلون بدينهم وستقوى عزائمهم ويحاربون ضد أعداءهم.
بعد ذلك يؤذن المؤذن لصلاة العشاء فتجد المساجد وقد حشدت بجموع المصلين رجالاً ونساء ينتظرون صلاة التراويح.. تجدهم ما بين مستغفر ورافع يديه بالدعاء والتضرع لله.. إنها أفئدة توجهت لله الواحد الأحد.. لكن تلك المرأة تاقت نفسها للصلاة خلف إمام من الأئمة ولكن هيهات.. فصغارها حولها يتشبثون بثيابها ولذا احتسبت الأجر.. مكثت في منزلها.. حاولت تهدئة أطفالها بلعبة أعطتهم إياها وصلت ما شاء الله لها.. تتعالى صرخات الأطفال.. حينها دمعت عيناها وودت لو تصلي أكثر.. فنقول لتلك المرأة: أنت على خير فرعايتك لأطفالك فيه الأجر والمثوبة وصلي على قدر استطاعتك والله سبحانه وتعالى يأجرك على قدر نيتك.
وأما في العشر الأخيرة من رمضان يؤدي المسلمون جماعة صلاة القيام فعجباً لحالهم لو تراهم.. يركعون ويسجدون.. ويدعون ويتضرعون.. يبكون ويتأثرون منكسرة قلوبهم.. دامعة عيونهم.. شاحبة وجوههم.. فارقوا الفراش من أجل أي شيء؟ طلباً لمرضاة الله ورحمته.
قال تعالى ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)) سور السجدة آية 15-16-17.
 
القانتون المخبـتون لربـهم        يحيون ليلهم بــطاعة ربهم
وعيونهم تجري بفيض دموعهم    في وجوههم أثر السجود لربهم
الناطقون بأصدق الأقوال    بـطاعة وتضرع وسؤال
مثل انهمال الوابل الهطّال    وبها أشـعة النور المتلالي

هؤلاء هم المجتهدون في رمضان.. لم يثنهم شيء عن القيام والتضرع لله.. ألم تري تلك العجوز قد احدودب ظهرها.. وثقلت قدماها عن المشي.. لكنها أبت إلا الذهاب إلى المسجد وأداء الصلاة؟
فأين الفتيات الشابات من هذه المرأة العجوز؟
نجد بعض الفتيات هداهن الله تبخل على نفسها ولو بركعتين من صلاة التراويح وتقول: متعبة. لكن التعب لا يعرف طريقه في الأسواق التي تصول وتجول فيها.
كما أن في رمضان مزية ليست في غيره من الشهور؛ ألا وهي ليلة القدر التي أعطاها الله لهذه الأمة دون سائر الأمم نظرا لأن أعمار هذه  الأمة قصيرة مقارنة بالأمم السابقة فكانت هذه الليلة التي تعادل ألف شهر تعويضاً لهم عن ذلك قال تعالى (( ليلة القدر خير من ألف شهر ) سورة القدر آية (3).
هذا هو رمضان.. فرصة لا تعوض.. وموسم لشراء الحسنات.
فيا أختي العزيزة: البدار البدار قبل انقضاء الشهر.. البدار قبل أن يفاجأك الموت ولم تكملي صوم هذا الشهر. فكم ممن عرفنا صام أول الشهر ولم يصم آخره إذ فاجأه ملك الموت.
أخيراً: لنتضرع إلى الله بالدعاء ولنرفع يدينا إلى السماء ولنقل: اللهم اجعلنا من عتقاءك من النار.. اللهم اجعلنا ممن صام رمضان وقامه إيماناً واحتسابا آمين يا رب العالمين.
 
[أم معاذ
المصدر: الدر المكنون]
  

[ العودة الى أهلاً رمضان! | قائمة الأقسام الخاصة ]


المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبتها أو قائلتها
جميع الحقوق محفوظة لموقع طريق الإسلام
يحق لك أختي المسلمة الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري