تعلّق من نوع خاص
التاريخ: 25-4-1432 هـ
الموضوع: الحياة الشخصية


السؤال:
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، لا أعلم لماذا وكيف، لكنني أتعلق بالمعلمات كثيراً، ليس جميعهن بل بعضهن، كما أنني تعلقت بمعلماتي في المراحل الأخرى (الإعدادية).. فهناك معلمة لا تعرفني ولا تدرسني لكنني أفكر فيها دائماً لدرجة أنني أحلم بها كثيراً في النوم، وأفكر فيها، وأحب أن أسمع أحداً يتكلم عنها، لكنني لا أحب أن أبين ذلك لأحد!.. حتى إنني عندما أمشي معها في نفس المكان أشعر بسعادة شديدة لكنني لا أفكر فيها بطريقة خاطئة، ولا أفكر فيها كالشاذات!.. بل أريدها أمًا لي أو أختًا أو صديقة!.. علماً بأنني فقدت أمي في صغري لكن هذا لم يؤثر عليَّ.. تذكرت أيضا أن هذه المعلمة أرادت أن تدرسني، فهي كانت سعيدة برؤيتي، فهي تدرِّس أختي، لكن أختي أخبرتني أنها تعامل جميع الطالبات نفس المعاملة، ولا تفضل طالبة على أخرى.. ماذا أفعل كي أبعد هذه المعلمة من عقلي؟
 


 الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
 
نشكر لك ثقتك بالموقع، وإن شاء الله نقدم لك النصح الذي يساعدك في التخلص مما تعانين..
 
إن معرفة العمر أمر مهم جدا في حالتك. وأعتقد أنك في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، أي أنك في فترة المراهقة، والجميع يعلم ما لهذه الفترة من تغيرات تؤثر على تفكير وسلوك المراهق.. هذا من ناحية، والناحية الأخرى هو ما ذكرت، من أنك فقدت والدتك (علماً بأنني فقدت أمي في صغري لكن هذا لم يؤثر عليَّ).
 
والظاهر أن الأمر قد أثر عليك كثيرا؛ حيث إنك تبحثين عن بديل للأم التي فقدتِ في وجوه المدرسات، وتتعلقين بهن للحد الذي دفعك إلى طلب المعونة...
 
بنيتي، في كثير من الأحيان، وحتى في وجود الوالدة، رحمها الله، قد تتعلق الفتيات بمدرساتهن، بعيدا عن الشذوذ، بحثا عن حضن دافئ متفهم لتفريغ شحنات العاطفة الجياشة التي تعتمر صدورهن... فهذا أمر طبيعي، وقد يحصل مع الكثير من الفتيات في مقتبل العمر، غير أنه يتضاءل مع التقدم بالعمر؛ ليحل مكانه الشعور بالحب تجاه قضية ما أو هدف ما، ومع التقدم بالعمر أكثر وأكثر يتحول إلى حب تجاه الجنس الآخر بحثا عن شريك لبناء حياة أسرية... وعليه إن ما تشعرين به طبيعي جدا وقد تشعر به الكثير من الفتيات..
 
الآن، أي أمر يشغل بالنا لكنه بالمقابل لا يؤثر على إنتاجيتنا، إن شاء الله، يكون عابرًا ونتخلص منه بمرور الوقت، غير أننا نستطيع تحجيمه والتخلص منه بسرعة أكبر بالخطوات التالية:
 
- الفصل ما بين الأفكار والمشاعر والسلوك، أي أننا نركز على ما علينا فعله من واجبات والتزامات، ولا نترك مجالا للأفكار أو المشاعر بأن تؤثر على إنتاجيتنا...
 
- تنويع الأعمال ما بين اجتماعية، رياضية، ثقافية ودينية لعمل توازن للشخصية حتى نحجّم الآثار الناجمة عن الأفكار أو المشاعر المحيطة.
 
- تنظيم الوقت، والإدارة السليمة للوقت عامل مهم للتخلص من الأفكار التي تستحوذ علينا.
 
- ضمن تنظيم الوقت، علينا أيضا التحكم بالأفكار، بحيث لا نعيرها بالا ولا اهتماما أبدا، ونركز على ما علينا القيام به من أعمال... هكذا تتحجم الأفكار، ولا يعود لها تأثير على نفسيتنا ومن ثم إنتاجيتنا...
 
- لا تجلسي مع ذاتك وحيدة لفترات طويلة؛ حتى لا تستحوذ عليك الأفكار التي تستجلب المشاعر...التي هي السبب الأساس فيما تعانين منه...
 
- إن الأفكار من صنع أيدينا، إن لم تكن أفكارا مرضية، ونحن الذين نستجلبها ولهذا نستطيع -إن أردنا- السيطرة عليها كليا... ولهذا فإن تعدد النشاطات مع تنظيم الوقت وعدم الاختلاء بالنفس لفترات طويلة يساعد كثيرا في التخلص من هذه الأفكار...
 
* داومي على الصلاة والذكر، ومن أفضل الذكر "أستغفر الله"، فلا تتركي ثانية من وقت الفراغ لا ترددين فيها "أستغفر الله".
 
* تواصلي مع آخرين من عمرك بنشاطات اجتماعية خيرية، لأن العطاء والتفاعل مع المحتاجين يخرجنا من دائرة الفراغ الذي نعيش، وبالتالي يسخف هذه الأفكار ويمحيها...
 
* ما دمت قد طلبت المساعدة، فإن هذا يعني بأنك ترغبين في التخلص مما تعانين منه، وأتمنى أن تعتمدي الخطوات التي ذكرت لك، وإن شاء الله تتعافين وتحولين مشاعرك لقضية مهمة، أو هدف سام يحسب في صحيفة أعمالك، ويترك بصمة في المجتمع من حولك..
 
بالتوفيق..
 
 
عبلة بساط جمعة
موقع الإسلام اليوم






أتى هذا المقال من أخوات طريق الإسلام
http://akhawat.islamway.com

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://akhawat.islamway.com/modules.php?name=News&file=article&sid=1235