Block

Block

حديقة المسلمة

 
قال الرسول صلى الله عليه وسلم؛
« من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) »
رواه البخاري ( 1901 ) ، ومسلم (760)

Block

عدد المتصلات حالياً

 
توجد حاليًا 547 ضيفة/ضيفات

Block

صندوق البحث

 


story

فتى أحلامي في الخمسين من عمره!

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أتوجه باستشارتي إلى الدكتور عبد العزيز المقبل.
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما ولم يتقدم لخطبتي أحد حتى الآن ولي أخت تكبرني بثلاثة أعوام ولذلك قامت والدتي باللجوء إلى الخاطبة المشكلة أن عائلتي ترفض زواجي قبل أختي الكبرى وأن كل ما تقدم لأختي عن طريق الخاطبة كان يتم رفضهم من قبلها وذلك إما بسبب انخفاض المستوى التعليمي والمادي لهم إلى أن تجاوزت الثامنة والعشرون من العمر، وتقدم شخص لأختي قبل 3 سنوات وتم رفضه من قبل أهلي نتيجة لوضعهم المادي والمعيشي الصعب.


 وبعد مرور الثلاث سنوات قالت الخاطبة لأمي إن الشخص عاد من جديد ليتقدم فقامت والدتي بعرضه علي ولكني رفضت وقلت لها أنه تقدم لأختي وتم رفضه والآن تريدون موافقتي مع العلم أنه لا يملك المواصفات التي أريدها ولكن تقول لي والدتي أنها تخاف علينا من العنوسة علما أن أي شخص كان يتقدم لخطبتي كان يتم رفضه بسبب أنهم لا يريدون زواج الصغرى قبل الكبرى والآن يريدون موافقتي على أي شخص حتى بعدم اقتناعي به خوفا علي من العنوسة فهل أقبل بذلك إرضاء لهم دون اقتناع مني علما بأنني أحببت شخصا قبل سنتين تقريبا وهذا الشخص يكبرني ب25 عاما تقريبا وهو يبادلني نفس الشعور وأتمنى الزواج به حيث أنه توجد به جميع المواصفات التي أريدها وتتمناها أي فتاة فماذا تنصحني ووجهني إلى طريق الصواب.


الاجابة :
بنتي الكريمة : من الأمور غير الجيدة حبس الفتاة عن الزواج حتى تتزوج أختها.. وهو أمر يرومون من ورائه مراعاة نفسية الأخت الكبرى، لكنهم – من حيث لا يحتسبون – قد يجنون بذلك على البنت الصغرى.. وقصتك مع أهلك وأختك مثال واضح لذلك.
ويبدو أن الأهل، حين يفترضون (تأثر) الأخت الكبرى، يعترفون بتقصيرهم في تربية الجانب النفسي لديها، بصورة جيدة..
وإذا كان الأهل يستطيعون التحكم في ابنتهم الصغرى، ورد الخطاب عنها، مراعاة للكبرى، فإنهم لن يستطيعوا – مهما عملوا (جلب) الخطاب لتلك الفتاة، وبالتالي فهم لا شعورياً يجلبون الضرر لبنتيهم معاً.
وتأثر الفتاة، بسبب (قلّة) الخطاب قد يكون (ضعف) تأثرها بسبب زواج أختها قبلها.. وهنا فالأهل لا يستطيعون عمل شيء تجاه ذلك.
ومن هنا ففي رأيي أن الحل لا يكون بحبس الأخت الصغرى حتى تتزوج أختها الكبرى، ولكن بالعناية بتربية جانب التوكل على الله في قلبها، وتعميق جانب الثقة بالنفس لديها.. والتأكيد لها أن الزواج لون من الرزق، وأن الله قدر لكل فتاة زوجاً مثلما قدر لها رزقاً.. ومثلما كانت الأرزاق مختلفة فالأزواج مختلفون.. لكن عند التأمل سنجد أن الله – عزّ وجل – أعطى لكل زوج نكهة وتميزاً، في جانب من جوانب الحياة. ولكن الناس بسبب تدني رؤيتهم، تتركز نظراتهم في جوانب معينة، في نظرهم للأزواج، مع أن تلك الجوانب قد تكون سبب شقاء للفتاة من بعد، بصورة أو أخرى، مثل الغنى أو الوجاهة أو الشهادة أو الوظيفة، مع أنها كلها (ديكورات)، ومن الخطورة الغفلة عن اللوحة (الأصلية)، والتركيز عليها.
بنتي الكريمة : إن اللجوء للخاطبة، وإن كان يدل على حرص الأم و، وحماسها لزواج بناتها، فإنها قد يعطي انطباعاً، من قبل البنات، بأن الأم متضايقة من بقائهن معها، وأشد من ذلك أنه قد يوحي لهن بأن (مواصفاتهن) غير جيدة، ولذلك فإنهن يعرضن أنفسهن، في وقت تخطب فيه بنات الآخرين، من أهلهن !! ولاحظي تعبيرك، عن هذا الأمر، والذي يعكس نفسيتك : (قامت والدتي باللجوء إلى الخاطبة)، وتأملي أكثر كلمة (اللجوء) !!
وغالب المتقدمين – عن طريق الخطابات – قد لا يكونون هم من يناسبون، أو يشتملون على المواصفات (المطلوبة)، لأنهم ربما كانوا - في وضعهم - مثل الفتيات، اللاتي لم يتقدم لهن أحد، ومن ثم لجأن للخطابة.. فهم ربما (تكررت) خطبتهم من بعض الأسر، وتكرر (ردّهم) لسبب أو آخر، ومن هنا (لجؤوا) للخطابات.. خاصة والخطابات، باعتبار حرصهن على المال، ربما حاولن (تلميع) شخصية ذلك الخاطب !.. ومن هنا فلا غرو أن تقولي : (كل من تقدم لأختي عن طريق الخاطبة كان يتم رفضهم من قبلها).. ولا حظي أنك تعبرين بـ(كل) !.. كما تشيرين إلى من لم يتمّ رفضه من قبل أختك يتمّ رفضه من قبل أهلك !!
وأفهم من هذا، أن الأثر النفسي (السلبي) هو المكسب (الوحيد) من (لجوء) والدتك إلى الخاطبة !.. لكن الأخطر من هذا، هو كون أمك الآن بدأت تخوفكم بـ(شبح) العنوسة.. وكم من الكوارث الضخمة كان الطريق إليها مفروشاً بالنوايا الحسنة !!
إن الزواجات التي يتمّ فيها (قبول) الخاطب دونما قناعة، وتكون (كل) أسباب القبول هي مجرد (الخوف) ألا يتقدم غيره.. تلك الزواجات إما أن ترجع فيها الزوجة مطلقة، ولكن بعد أن تزيد رقعة (الخدش) في نفسيتها.. وإما أن تقضي عمرها مع ذلك الزوج مكرهة، وماذا يمكن أن يتصور لحياة يعيشها الزوجان مكرهين، بل ماذا يتصور أن تكون عليه نفسية أطفالهما ؟!
بنتي الكريمة : قلت عن الشاب الذي تقدم لك، وسبق أن تقدم لأختك : (لا يملك المواصفات التي أريدها).. وهنا أودّ أن أؤكد ما رددته مراراً من (أهمية) القناعة حين قبول المتقدم.. لكننا حين نرخي لخيالنا وعاطفتنا العنان، فإنها ستظل تحلق في أجواء من الأحلام، مما يمكن أن يسميه البعض (مواصفات مطلوبة).
إن الفتاة العاقلة تدرك – جيداً – أن الكمال غير ممكن، وأن حكمة الله اقتضت أن تتوزع في البشر الصفات الحسية والمعنوية، الجيدة والرديئة.. وأن من نقص البشر أن يكون مشتملاً على صفة أو أكثر، حسية أو معنوية، قد تمثل فيه جانب نقص. فالفتاة العاقلة (تؤكد) على الصفات (الأساسية) المهمة ؛ بحيث تكون (متوفرة) في الخاطب المتقدم. أما الصفات الشكلية فمن المهم - على الأقل – ألا يكون نقصها بارزاً أو ظاهراً.
وباختصار أن يكون اهتمامنا منصباً على اللوحة، دون أن نهمل اعتبار النظر إلى الإطار، ولكن بتوازن يتناسب مع (أهمية) كلٍّ منهما.
بنتي الكريمة : تقولين – عن أهلك - : (والآن يريدون موافقتي على (أي شخص) حتى بـ(عدم إقتناعي به) خوفا على من العنوسة فهل أقبل بذلك (إرضاء) لهم دون إقتناع مني).. فلعل كلامي السابق قد (أجاب) عن تساؤلك هذا.
بنتي الكريمة : بالنسبة لموضوع الحب فاسمحي لي أن أقول لك : لقد ابتسمت كثيراً، وأنا أقرأ (قصة) حبك.. خاصة حين قرأت قولك : (حيث أنه توجد به (جميع) المواصفات التي أريدها وتتمناها (أي) فتاة) !!
لقد تذكرت قول العرب : الحب يعمي ويصمّ.. فكيف عرفتِ أن فيه (جميع) المواصفات، ليست التي تتمنينها فقط، ولكن التي تتمناها (أي) فتاة ؟!.. مع أنني أستوحي أن (تعرفك) عليه كان عن طريق النت أو الجوال، أي أن تلك المواصفات (الهلامية)، هو من (أملاها) عليك. وقد يكون بعده منها بنفس (مسافة) الفرق، بين عمرك وعمره !!
هناك مسلسل يكاد يعرض عليّ يومياً، أبطاله فتيات – غالباً – تأخر زواجهن، ودفعهن ذلك إلى أن يكون (التفكير) بالزواج هو (المسيطر) على أذهانهن.. ومن هنا فحين تدخل النت – مثلاً – وتقرأ كلمة (حانية) من كاتب، أو يقدّر لها أن تدخل معه في حوار، يبدو معه الأدب، في حديثه، أو على الأقل، يعقّب على مشاركة لها مثنياً ومشيداً.. حينذاك يثب إلى ذهنها موضوع الزواج، فينشأ في ذهنها تساؤل (ساذج) : ماذا لو كان هذا زوجاً لها ؟!.. وقتها تحلق في أجواء من الخيال، لتراه بين يديها حملاً وديعاً، تتدفق اللغة (الحانية) من فيه بعفوية (متناهية) كانسياب الجدول.. وتتخيل وجهه (الصبوح)، والابتسامة ترتسم على شفتيه، وهو يقف – على أهبة الاستعداد – ليسارع بتلبية (أي) طلب لها !
بنتي الكريمة : كنت أعجب – كثيراً – حين تتصل عليّ في يومٍ ما فتاة، لتقول : إنها تعرفت – خلال النت أو الجوال – على شاب، غرقت معه في بحرٍ من الحب، وأنه في منتهى الصدق، وأنه – من خلال كلامه الجميل – أشعرها بذاتها.. وأنها (تعلّقت) به جداً، ولكن ظروفه الحالية تحول بينه وبين الزواج، وأنها لم تعد تطيق الصبر عنه، وأنها تتصل عليه يومياً ساعات طوالاً !!.. ومن الغد تتصل علي زوجة (منفعلة)، مشيرة إلى أنها (اكتشفت) لزوجها علاقة بفتاة، وأنها كانت تشكو من (جلافته)، ولكنها دهشت من (رقة) كلامه، مع تلك الفتاة، التي جعلت منه (قيساً) جديداً.. وجعلت رسائله تتالى على (ليلى)، تقطر حباً وشوقاً.. الشيء المضحك أكثر، حين تشير الزوجة أن زوجها قد أعطى تلك الفتاة معلومات (أبعد) ما تكون عن الواقع.. فهو مطلق، أو لديه طفل واحد، وأنه وجد فيها الفتاة التي تفهمه، والتي كان يبحث عنها.. وأنه كلما مضى الوقت ازداد تعلقاً بها..
وهذه الكلمات (المصطنعة)، تجعل تلك الفتاة (تتزحلق) بسرعة، مع ذلك الرجل، فلا تلبث أن تعطيه اسمها واسم أهلها، بل وتفيض عليه بكل المعلومات التي لديها، حتى المشكلات بين والدها ووالدتها، وكأن المسكينة (ضمنت) أن قيس يقف عند الباب، بحماس غير عادي، ليطلب يدها من والدها، وأنه لا يذوق غمضاً، ولا يتلذذ بأكل، حتى يرتبط بها !!
كنت أتخيّل الرجل الذي تعلقت به فتاة الأمس، هو زوج الزوجة التي تشتكيه اليوم، وتلك الرقة التي يمنحها تلك الفتاة، هي الوجه الآخر للـ(جلافة) التي يعامل بها زوجته.. أي أن تلك الرقة ليست رقة (حقيقية)، لكنها رقة تستخدم للـ(زحلقة).. فقد علمته الأيام أن هناك فتيات يكفي لاصطيادهن (فخ)، على هيأة كلمة (حب)، أو عبارة (غزل)، أو كلمة (إعجاب)!!
أتمنى – بنتي الكريمة – أن تصحي من سكرتك، وتمنحي عقلك فرصة ليقرر، ولكن بعد أن تبعدي عن عينيه (عصابة) العاطفة.. وقتها ستدركين أن الزواج – بمثل هذا الرجل – لو أحسنا الظن به – لن ينجح، لأنه – على الأقل - سينبت في ذهنه (بذرة) شكٍّ، من إثر الصلة (غير القانونية – التي سبقت الزواج!
وفقك الله لكل خير.



د.عبدالعزيز المقبل
موقع لها أون لاين

أرسلت في 9-11-1428 هـ بواسطة المشرفة

  Block

روابط ذات صلة

 
· زيادة حول الزواج والعلاقات الأسرية
· الأخبار بواسطة المشرفة


أكثر مقال قراءة عن الزواج والعلاقات الأسرية:
ستون نصيحة للزوجة المسلمة

Block

تقييم المقال

 
المعدل: 4
تصويتات: 55


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
سيئ


Block
المواضيع المرتبطة

الزواج والعلاقات الأسرية

"تسجيل الدخول" | دخول/تسجيل عضوة | 0 تعليقات
التعليقات مملوكة لأصحابها. نحن غير مسؤلون عن محتواها.

التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل


المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبتها أو قائلتها
جميع الحقوق محفوظة لموقع طريق الإسلام
يحق لك أختي المسلمة الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري