بقي
أن أقول إن هذه القرية أنشئت عام 1954م، وتم اعتمادها رسميا من قبل الحكومة
الأمريكية بعد سبع سنوات من إنشائها، أما سكانها فمن (الحريديم) يهود الأرثوذكس,
وهذه الفرقة اليهودية كما يؤكد البروفيسور اليهودي (إسرائيل شاحاك) لها موقف خاص من
النساء، يستوجب المقام هنا الإشارة إلى بعضه، وإن كنت أتوجه للقارئ مقدما بالاعتذار
عما قد تحمله هذه الإشارة من عبارات مستهجنة تؤذي مشاعره الإنسانية العادلة..
* إن
الحد الأدنى لإتمام صلاة الجماعة في الديانة اليهودية هو عشرة ذكور، لا يصح أن يدخل
بينهم النساء، ولو تجاوز عددهن المئات!!
* لا
يجوز للنساء تلاوة التوراة أمام الحائط المبكي, ليس لهن الحق في المشاركة في
العبادة!!
* يجب
على الآباء عدم تعليم بناتهم التوراة ،لأن معظم النساء ليست لديهن نية تعلم أي شيء,
وسوف يقمن بسبب سوء فهمهن بتحويل التوراة إلى هراء!!
*
الشال " الطاليات " الذي يرتديه هؤلاء الرجال الأمريكيون للصلاة، من أهم أحكام
طهارته ألا تلمسه النساء.. ولو حصل وفعلت إحداهن، فلا يجزئ غسله ويلزم
استبداله!!
*
شهادة مائة امرأة تعادل شهادة رجل واحد!!
*
المرأة كائن شيطاني، وأدنى من الرجال!!
* ورد
في التلمود كتابهم المقدس: ( إن المرأة هي حقيبة مملوءة بالغائط)!!
* كما
ورد فيه : ( يجب على الرجل ألا يمر بين امرأتين، أو كلبين أو خنزيرين، كما لا يجب
أن يسمح رجلان لامرأة أو كلب أو خنزير بالمرور بينهما، وقد أكد (شاحاك) أن الفتيان
من الأسر الأصولية الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة، والثانية عشرة، يجب أن
يلتزموا بهذا الأمر مؤكداً أن تطبيق هذا التشريع لن يكون صعباً في إحياء المتعصبين
من اليهود لعدم وجود كلاب ولا خنازير فيها، وهكذا لن نجد في قائمة المحظورات سوى
النساء..!! وهو ما تفادته هذه القرية الأمريكية بالشكل المشار إليه آنفا!!
* أما
الدعاء الذي يتلوه هؤلاء الأمريكيون مع إشراقة كل صباح، فيحمل بين كلماته زوايا
سوداء من حياة نسائهم اليومية، إذ يقول الرجل: (مبارك أنت يا رب لأنك لم تخلقني
وثناً ولا امرأة, ولا جاهلاً) أما هذه المرأة الأمريكية فتقول بانكسار: (مبارك أنت
يا رب الذي خلقتني بحسب مشيئتك)!!
*
وجوب حلاقة شعر رأس هذه المرأة بالكامل بعد زواجها, وكبديل لشعرها الأصلي ترتدي
غطاء أسود, وإن لم تفعل فلزوجها الحق في طلاقها!!
*
الزوج المحتمل ملزم برؤية زوجة المستقبل قبل الزواج, أما الزوجة المحتملة فلا تطالب
برؤية زوجها قبل الزواج!!
* تعتبر الزوجة جزءًا من
ممتلكات زوجها. وله عليها السلطان الكامل وله الحق التصرف المطلق
بزوجته.
هذا هو الوضع التي تعيشه هذه
المواطنة الأمريكية, وبشكل علني ومقنن, ولا أدري ما السبب الكامن وراء صمت الإدارات
المتعاقبة للحكومة الأمريكية عن ما يجري على أرضها تجاه نساء أمريكيات, ولا أدري ما
سبب صمت الإدارة الحالية بشكل خاص عن ممارسات هذه القرية التمييزية، وهي والتي ما
انفكت تشغل نفسها بنا وبنظام حياتنا.
ولهذه الإدارة أهدي كلمات جاءت على لسان "ستيفن ويس"
أشارت إلى ازدواجية المعايير الأمريكية الفاضحة, فقد قال: ( إن القوانين السعودية
التي تتعلق بالنساء أكثر تسامحا من الفتاوى الدينية التي تصدر في حي نيويورك
المذكور, فالمرأة السعودية على سبيل المثال يسمح لها بالجلوس على المقعد الأمامي
بالسيارة إذا كان زوجها من يقود السيارة, وبينما يسمح للرجال وزوجاتهم أن يسيروا
معا في المملكة العربية السعودية, إلا أنهم في هذا الحي الأمريكي..يجب عليهم السير
في جانبين مختلفين, وفي تناقض شديد مع السياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية
السعودية, فإن أي انتهاكات للمعايير الأمريكية هناك لا يترتب عليها أي عقوبات).
فهل يا ترى سنسمع عن عقوبات في حق هذه القرية الأمريكية
؟! وهل سنسمع تصريحات من إدارة بوش تؤكد على إصرارها على أن ترى نساء هذه القرية
الأمريكية وقد حصلن على المزيد من الحقوق, بما في ذلك حقهن في قيادة السيارة كما
اعتاد العالم سماعه منها, ما أن يبادر أحدهم بذكر المملكة العربية السعودية..؟!
ألستم معي أن فاقد الشيء لا يعطيه.؟!
على أية حال أقول ما قاله هؤلاء "نعم هذا الذي نريد" مع
احتفاظي بحق الإعلان عن وجود تباين واضح بين مجتمع المملكة العربية السعودية
المسلم, الذي حفظ كرامتي في كل منحى, مجتمع ظلم النساء فيه خروج عن القاعدة, وبين
مجتمع اعتبر النساء حقيبة مملوءة بالغائط..
أميمة أحمد الجلاهمة
كاتبة وأكاديمية سعودية في
جامعة الملك فيصل