Block

Block

حديقة المسلمة

 
قال الرسول صلى الله عليه وسلم؛
« من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) »
رواه البخاري ( 1901 ) ، ومسلم (760)

Block

عدد المتصلات حالياً

 
توجد حاليًا 1135 ضيفة/ضيفات

Block

صندوق البحث

 


story

العادة السرية: حكمها وكيفية علاجها

الحمد لله
أولاً: القرآن  الكريم
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: وقد استدل الإمام الشافعي ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية وهي قوله تعالى:
(والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) [4-6 سورة المؤمنون]، وقال الشافعي في كتاب النكاح: فكان بيّناً في ذكر حفظهم لفروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت  أيمانهم  تحريم ما سوى الأزواج  وما ملكت الأيمان.. ثم أكّدها فقال: (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون). فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة أو في ملك اليمين ولا يحل الاستمناء والله أعلم. [كتاب الأم للشافعي]
واستدل بعض أهل العلم بقوله تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) [النور 33] على أن الأمر بالعفاف يقتضي الصبر عما سواه.


ثانياً: السنّة النبوية
استدلوا بحديث عبد اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءةَ (تكاليف الزواج والقدرة عليه) فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ (حماية من الوقوع في الحرام) [رواه البخاري فتح رقم 5066]
فأرشد الشارع عند العجز عن النكاح إلى الصوم مع مشقّته ولم يرشد إلى الاستمناء مع قوة الدافع إليه وهو أسهل من الصوم ومع ذلك لم يسمح به.
وفي المسألة أدلة أخرى نكتفي بهذا منها. والله أعلم

وأمّا العلاج لمن وقع في ذلك ففيما يلي عدد من النصائح والخطوات للخلاص:
1-  يجب أن يكون الداعي للخلاص من هذه العادة امتثال أمر الله واجتناب سخطه.
2-  دفع ذلك بالصلاح الجذري وهو الزواج امتثالاً لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم للشباب بذلك.
3-  دفع الخواطر والوساوس وإشغال النفس والفكر بما فيه صلاح دنياك وآخرتك لأن التمادي في الوساوس يؤدي إلى العمل ثم تستحكم فتصير عادة  فيصعب الخلاص منه.
4-  غض البصر لأن النظر إلى الأشخاص والصور الفاتنة سواء حية أو رسماً وإطلاق البصر يجرّ إلى الحرام ولذلك قال الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) الآية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُتْبع النظرة النظرة" [رواه الترمذي 2777 وحسّنه في صحيح الجامع 7953]  فإذا كانت النّظرة الأولى وهي نظرة الفجأة لا إثم فيها فالنظرة الثانية محرّمة، وكذلك ينبغي البعد عن الأماكن التي يوجد فيها ما يغري ويحرك كوامن الشهوة.         
5-  الانشغال بالعبادات المتنوعة، وعدم ترك وقت فراغ للمعصية.
6-  الاعتبار بالأضرار الصحية الناتجة من تلك الممارسة مثل ضعف البصر والأعصاب وضعف عضو التناسل والآم الظهر وغيرها من الأضرار التي ذكرها أهل الطّب، وكذلك الأضرار النفسية  كالقلق ووخز الضمير والأعظم من ذلك تضييع الصلوات لتعدّد  الاغتسال أو مشقتّه خصوصاً في الشتاء وكذلك إفساد الصوم.
7-  إزالة القناعات الخاطئة لأن بعض الشباب يعتقد أن هذه الفعلة جائزة بحجة حماية النفس من الزنا واللواط، مع أنّه قد لا يكون قريباً من الفاحشة أبداً.
8- التسلح بقوة  الإرادة والعزيمة وألا يستسلم الشخص للشيطان. وتجنب الوحدة كالمبيت وحيداً، وقد جاء في الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيت الرجل وحده". [رواه الإمام أحمد وهو في صحيح الجامع 6919]
9-  الأخذ بالعلاج النبوي الفعّال وهو الصوم  لأنه يكسر من حدة الشهوة  ويهذّب الغريزة، والحذر من العلامات الغريبة كالحلف ألا يعود أو ينذر   لأنه إن عاد بعد ذلك يكون نقضاً للأيمان بعد توكيدها وكذلك عدم تعاطي الأدوية المسكنة للشهوة لأن فيها مخاطر طبية وجسدية  وقد ثبت في السنّة ما يُفيد تحريم تعاطي ما يقطع الشهوة بالكلية.
10- الالتزام بالآداب الشرعية عند النوم  مثل قراءة الأذكار الواردة، والنوم على الشقّ الأيمن وتجنب النوم على البطن لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
11- التحلي بالصبر والعفة لأنه واجب علينا الصبر عن المحرمات وإن كانت تشتهيها النفس ولنعلم بأنّ حمل النّفس على العفاف يؤدي في النّهاية إلى تحصيله وصيرورته خُلُقا ملازما للمرء وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ". [رواه البخاري فتح رقم 1469]
12-  وإذا وقع الإنسان في هذه المعصية فعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار وفعل الطاعات مع عدم اليأس والقنوط لأنه من كبائر الذنوب.
13-  وأخيراً مما لا شك فيه أن اللجوء إلى الله والتضرع له بالدعاء وطلب العون منه للخلاص من هذه العادة هو من أعظم العلاج لأنه سبحانه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، والله أعلم.
 
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)

أرسلت في 6-5-1423 هـ بواسطة المشرفة

  Block Block

تقييم المقال

 
المعدل: 4.64
تصويتات: 3612


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
سيئ


Block
"تسجيل الدخول" | دخول/تسجيل عضوة | 9 تعليقات | البحث في النقاشات
التعليقات مملوكة لأصحابها. نحن غير مسؤلون عن محتواها.

التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل

Re: العادة السرية: حكمها وكيفية علاجها (التقييم: 1)
بواسطة sister في 6-5-1423 هـ
(معلومات المستخدمة | أرسلي رسالة)
Barakah allah Feekum, and allah rewards you inshallah.



Re: العادة السرية: حكمها وكيفية علاجها (التقييم: 1)
بواسطة ميس التميمي في 19-10-1423 هـ
(معلومات المستخدمة | أرسلي رسالة)
الموضوع ممتاز جداً وأنا سعدت كثيراً لقرائتي له من وجهة النظر الاسلامية حيث انني كنت ابحث عن ذلك الموضوع منذ وقت طويل والحمد لله ان الوقت لم يفت واستطيع الاستفادة منه.



Re: العادة السرية: حكمها وكيفية علاجها (التقييم: 1)
بواسطة وفاءماريا في 4-6-1424 هـ
(معلومات المستخدمة | أرسلي رسالة)
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير ، هذا الموضوع مهم جداً وخاصة وأن الشيخ بارك الله فيه مستدل بأدلة من القرآن والحديث الشريف والطب .بارك الله فيكم ومزيداً من العطاء إنشاءالله



Re: العادة السرية: حكمها وكيفية علاجها (التقييم: 1)
بواسطة حسن الاسلام في 25-5-1425 هـ
(معلومات المستخدمة | أرسلي رسالة)
اخواتي اشكركن كثير لاثارتكم هذا الموضوع الهام والحساس فانا وبفضل الله اعمل في مجال الدعوة الى الله وتعرض علي هذه المشكلة من قبل شريحة كبيرة من الشابات واني اؤكد لكم ان هذا الداء مع الاسف منتشر وبحاجة للاهتمام ولا يكفي ان نعرض الجوانب السلبية للموضوع بل علينا ايضا ان نوضح النواحي الايجابية عند الابتعاد وترك هذه المعصية من اقبال على الطاعات والشعور بعلو الهمة في الجهاد والتخلص من الشعور بلذنب او الخوف مع تغير ملحوظ في النشاط وتحسن كبير في الحالة النفسية بل انه حتى ينعكس على العلاقات الاجتماعية واني اتوجه بلدعاء الخالص لله ان يعين كل من ابتلي بهذه المعصية المذلة ان يعافيه الله ويتوب عليه امين



Re: العادة السرية: حكمها وكيفية علاجها (التقييم: 1)
بواسطة ilhamasa في 25-5-1425 هـ
(معلومات المستخدمة | أرسلي رسالة)
if olnly u can be more specific about the desadvantages and explain how its untolerable to abuse the good gift that allah gives to everybody.thanks



Re: العادة السرية: حكمها وكيفية علاجها (التقييم: 1)
بواسطة sara aly morad fouad في 20-8-1426 هـ
(معلومات المستخدمة | أرسلي رسالة)
very nice



Re: العادة السرية: حكمها وكيفية علاجها (التقييم: 1)
بواسطة anhar_elgana في 26-9-1426 هـ
(معلومات المستخدمة | أرسلي رسالة)
جزاك اللة خيرا على هذا المقال المفيد
ولكن لى سؤال كيف انصح صديقة لى بترك هذة
العادة و انا اعرف انها تمارسها
والسلام عليكم




المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبتها أو قائلتها
جميع الحقوق محفوظة لموقع طريق الإسلام
يحق لك أختي المسلمة الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري