Block

Block

حديقة المسلمة

 
قال الرسول صلى الله عليه وسلم؛
« من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) »
رواه البخاري ( 1901 ) ، ومسلم (760)

Block

عدد المتصلات حالياً

 
توجد حاليًا 1119 ضيفة/ضيفات

Block

صندوق البحث

 


story

قوي الشخصية وليس متسلطا !!

من الصفات التي يتمناها الأهل لأطفالهم قوة الشخصية. إلا أن قوة الشخصية أحيانا ما يصاحبها سلوك متسلط من الطفل، وغالبا ما يظهر مع أقرانه أثناء اللعب مما قد يؤثر على حب الآخرين له وعلى قدرته على الحفاظ على صداقاته.

هذه بعض النصائح للحفاظ على قوة شخصية الطفل وتقليل التسلط :

1- من المهم جدا أن نعلّم الطفل الشعور بالآخرين، مراعاة إحساسهم، التفكير في مشاعرهم، التعاطف معهم. حيث يمكن أن يكتسب الطفل كل هذه الصفات من خلال القدوة والمراقبة إذا انتبهت الأم لممارسة هذه السلوكيات أمامه باستمرار مع الانتباه إلى شرحها للطفل وتعريفه بها ولفت نظره.



مثلا تقول الأم للطفل: هيا نمر على جارتنا العجوز ونسألها إن كانت بحاجة لشيء نشتريه لها، إنها مسنة ومريضة ولا تقدر على الحركة وربما لا تجد من يساعدها.

أو: هذا الرجل يرتدى ثيابا خفيفة في هذا البرد! أتظن أنه ليس معه مال ليشترى معطفا ؟

أو: صديقك رسب في الامتحان، هذا خطؤه، فلم يذاكر جيدا، لكن تخيل شعوره، لا بد أنه حزين ومحرج جدا.

وهكذا في مواقف عديدة، من الحياة ومن القصص والأفلام.

2- اعط الطفل مسئوليات تتناسب مع قوة شخصيته واستعداده للقيادة ، مثلا اجعله مسئولا عن التخطيط لنزهة، لكن مع التنبيه أن يستطلع آراء المشاركين ويعرف رغباتهم ويأخذها في الاعتبار.

3- علّمه أن للحقيقة عدة وجوه، وأن عليه احترام كل الآراء حتى لواختلف معها. وأن من حق كل إنسان التعبير عن رأيه وعن وجهة نظره.

4- راقبه أثناء اللعب مع الأصدقاء لتحدد ما السلوكيات التي تنقصه، إذا وجدته يرغب في فرض رأيه أوطريقته في اللعب نبّهه أنه يختار أويقرر مرة وصديقه مرة ثانية، وهكذا..

5- احذر أن تقول له: لن يحبك أحد أولن تجد أصدقاء.

العقاب أم التوجيه ؟
جميع الأطفال يخطئون

من هذه المقدمة البديهية، ننطلق إلى أن جميع الأهل يتصرفون بشكل ما حينما يخطئ الطفل، لكن الفارق كبير جدا بين الأم التي تلجأ للعقاب، والأم التي تلجأ لتهذيب السلوك وتوجيه الشخصية ، الفارق ليس فقط في وعى الأم وقدرتها على التصرف، بل في النتائج، ولا أقصد بالنتائج النتائج الفورية مثل امتناع الطفل عن السلوك السوء، بل النتائج الحقيقية الدائمة والأكثر أهمية وهى التغيير في شخصية وأفكار وسلوك الطفل.

فإذا أخطأ الطفل كأن ضرب أخاه الأصغر مثلا، وانفعلت الأم وعاقبت الطفل أوضربته أوصرخت فيه بعنف، ما هي الأفكار التي ستدور في رأس هذا الطفل؟ كيف يفكر وكيف يرى نفسه وكيف يرى أمه وكيف يشعر تجاه أخيه؟ سيشعر ربما بالغضب الشديد، ربما بالخزي، ربما بالخوف من صراخها وعصبيتها، بأنه أخفق في الحصول على حب أمه، بأنه يكره أخاه الذي سلبه حب أمه...!!! مشاعر سلبية وسيئة إلى أقصى درجة، وبالتأكيد سيكون لها آثارها السيئة على نفسيته وعلى سلوكه فيما بعد، حتى وإن امتنع وقتها عن ضرب أخيه! هل هذا هوالنجاح في التربية؟! هل العقاب آتى الثمار المطلوبة؟!

ولكن البديل الآخر ليس هوالتساهل مع الخطأ وترك الطفل يفعل ما يحلوله بدون تدخّل، بل البديل السليم هوالتربية القائمة على فلسفة تهذيب السلوك والتوجيه. الفكرة هي أن تدرك الأم أن الطفل لا بد من أن يخطئ من آن لآخر، وأنه لا يخطئ لأنه شرير أويرغب في إلحاق الضرر بالآخرين، بل لأنه تنقصه الخبرة المناسبة في التعبير عن غضبه أوعن رغبته بشكل مقبول.

فإذا ضرب الطفل أخاه الأصغر، تتجه هذه الأم نحوه وتخاطبه بحزم قائلة أن ما فعله خطأ، ولا ينبغي أن يتكرر مرة أخرى، وأنها تعلم أنه غاضب لأن الأخ الصغير كسر لعبته أومزّق رسوماته، وأن عليه بعد ذلك أن يطلب المساعدة من أحد الكبار إذا ما احتاج مساعدة، لكن من الخطأ أن نضرب أحد خاصة الصغار الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وقد يصابون بأذى.

هذه الأم أولا : أوضّحت بحزم أن السلوك خاطئ وغير مقبول ولن تسمح بتكراره،  ثانيا: تفهمّت دوافع الطفل وتعاطفت مع شعوره، ثالثا: وجّهته لما يمكنه فعله إذا تكررت المشكلة، رابعا: لم تجعل الطفل يشعر بالخزي وبمشاعر سلبية تجاه نفسه أوأخيه أوأمه، خامسا: وجّهته للتعاطف مع الأخ الصغير ومعرفة آثار السلوك الخاطئ الذي قام به الطفل على الآخرين، وهى خطوة مهمة في اتجاه تكوين ضمير الطفل وتمييز الصواب والخطأ.

أستعير هنا قول الكاتبة إليزابيث بانتلى المتخصصة في تربية الأطفال: من أين جئنا بالفكرة المجنونة أن شعور الطفل بالخزي والغضب والخوف سيحسّن من سلوكه؟!!

إلى كل أم وأب: غيّروا فلسفتكم التربوية، لا تربّوا أبنائكم كما تمت تربيتكم من قبل، فكروا في توجيه وتهذيب الشخصية والسلوك، لا في عقاب الطفل والتنفيس عن غضبكم .

 منقول

أرسلت في 23-10-1435 هـ بواسطة المشرفة

  Block

روابط ذات صلة

 
· زيادة حول تربية الأبناء
· الأخبار بواسطة المشرفة


أكثر مقال قراءة عن تربية الأبناء:
كفوا صبيانكم

Block

تقييم المقال

 
المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
سيئ


Block
المواضيع المرتبطة

تربية الأبناء

"تسجيل الدخول" | دخول/تسجيل عضوة | 0 تعليقات
التعليقات مملوكة لأصحابها. نحن غير مسؤلون عن محتواها.

التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل


المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبتها أو قائلتها
جميع الحقوق محفوظة لموقع طريق الإسلام
يحق لك أختي المسلمة الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري