اذهبي الى المحتوى
مروة يحيى

[متميّز] :: رحـــــــــــلة عبـر العصــــــــور ::

المشاركات التي تم ترشيحها

post-17841-1261149057.gif

 

بسم الله...

 

 

موعدنا اليوم مع رحلة عبر العصور، رحلة قل من شعر بأهميتها... تأخذنا لنعيش مع أبطالها... سنحاول أن نتأمل في واقعهم فلربما نجده متشابهًا مع بعض ما يمر علينا فنتعلم منه،، سنحاول سويًا أن نقرأ ما بين السطور...

 

في كل مرة سنطرح قصة أو مقالة أو تعليق ونذكر مصدره... سنحاول أن نعلق على الحدث ولكن ما هو أهم هو تعليقكم أنتم لنتناقش سويًا في هذه الرحلة فلربما غيرت هذه الرحلة الكثير مما بداخلنا...

 

فهيا بنا....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وقفة قبل البداية...

 

تفكرتُ كثيرًا كيف أبدأ وماذا أقول؟؛ ففي بعض الأحيان عندما يكون لدى المرىء الكثير من الكلام والكثير من الأفكار ينعقد لسانه ويتلعثم... يفكر كيف يوضح أفكاره ويشرحها، يحاول أن يجد مقدمة جيدة تدعمه، يفكر ويفكر، ثم يقف لفترة متعللًا بوقوفه حتى يصيغ شيئًا جيدًا، ثم يعود ويقول لنفسه لأبدأ وأستعن بالله فلربما كانت هذه آخر كلماتي، ومن يدري ربما يكملها غيري...

 

لماذا نتحدث عن التاريخ؟!!

 

التاريخ لا يلقى اهتماما كثيرا من الكثير من المسلمين رغم أن من يتأمل فيه يتعلم منه الكثير والكثير، هذه عبارة لهتلر في كتاب (كفاحي) قرأتها منذ سنوات وأعجبني رأيه في دراسة التاريخ، فرغم أنه كان كافرًا لكن كان لديه عقل: "تعليم التاريخ في ما يسمى المدارس الثانوية لا يزال حتى اليوم في حال يرثى لها، والقلة من الأساتذة تفهم أن الهدف من دراسته ليس حفظ أرقام أو تواريخ، مثل يوم معركة أو ساعة ميلاد زعيم، أو حتى حين وصول ملك للسلطة؛ فمعرفة التاريخ تعني معرفة القوى التي تسبب النتائج المسماة احداثاً تاريخية.

 

والمعرفة هي: القدرة على تذكر الأساسي، ونسيان كل ما هو غير ضروري.

 

وقد يكون أحد أهم أسباب تشكيل شخصيتي الحالية دراستي للتاريخ مع أحد القلة الذين عرفوا هذه القواعد وراعوها في التدريس، الأستاذ ليوبلد بوتش؛ فقد كان ذلك الرجل العجوز خيراً متقناً لمادته، وتمتع أيضاً بقدرة بلاغية مميزة سحرت اللب وجعلتنا ونحن نستمع لبعض قصصه ننسى الحاضر وكأنه ساحر ياخذنا لعصور ماضية، عبر ضباب عشرات السنين، صانعاً من الأحداث التاريخية واقعاً معاشاً. وقد كنا من المحظوظين جداً لأن هذا المدرس عرف كيف ينير الماضي بأمثلة من الحاضر، وكيف يجلب من الماضي وقائع تلقي الضوء على الحاضر. ونتيجة لهذه القدرة فهم أكثر من غيره المصاعب التي نعانيها، واستغل مشاعرنا القومية لتقويمنا، مستنشداً بإحساسنا بالشرف للانتماء للوطن. وبهذه الطريقة نجح في تهذيبنا بشكل أفضل من أي أسلوبٍ آخر.

 

هذا المدرس جعلني عاشقاً للتاريخ، وهكذا بت ثورياً بدون أن يسعى هو متعمداً لذلك... فمن يستطيع دراسة التاريخ الألماني مع أستاذ كهذا بدون أن يكره الدولة التي كادت تدمر مصير الأمة؟!!".

 

لقد كُتِبَ اسم هذا المدرس في التاريخ لأنه كان سببًا في صياغة شخصية تاريخية -مع اختلافنا مع فكر هذه الشخصية التاريخية ومعتقدها-، فمن منا يريد أن يكون مثل هذا المدرس ليعيد إحياء أمة الإسلام من جديد؟!!

 

وللحديث بقية بإذن الله...

تم تعديل بواسطة مروة يحيى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

بوركتِ مروة الحبيبة

نتابع معكِ التاريخ

اسمحي لي بنقله للساحة المناسبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا أختنا مروة

أحسنتِ الإختيار أحسن الله اليكِ في الدّنيا والآخرة.

 

موضوع قيّم ففي معرفة تاريخ من سبقونا فوائد جمّة, وجدير بنا أن نهتم بالتّاريخ [خاصّة تاريخنا الإسلامي الذي أصبح مهمشا و شبه ملغي من المناهج الدّراسيّة]

 

يقول ابن خلدون - رحمه الله - :

اعلم أن فن التأريخ فن عزيز المذهب ، جم الفوائد ، شريف الغاية ؛ إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم ، والأنبياء في سيرهم ، والملوك في دولهم وسياستهم ، حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا .

" تاريخ ابن خلدون " ( 1 / 9 )

 

و نعى ابن الأثير الجزري رحمه الله على من لم يقم لعلم التاريخ وزناً ، فقال :

لقد رأيت جماعة ممن يدعي المعرفة والدراية ويظن بنفسه التبحر في العلم والرواية : يحتقر التواريخ ويزدريها ، ويُعرِض عنها ويلغيها ؛ ظنّاً منه أن غاية فائدتها إنما هو القصص والأخبار ، ونهاية معرفتها الأحاديث والأسمار ؛ وهذا حال من اقتصر على القشر دون اللب نظره ، ومن رزقه الله طبعاً سليماً ، وهداه صراطاً مستقيماً : علم أن فوائدها كثيرة ، ومنافعها الدنيوية والأخروية جمَّة غزيرة .

" الكامل في التاريخ " ( 1 / 7 ، 8 ) .

ومما ذكره – رحمه الله – من الفوائد الدنيوية :

أن الملوك ومَن إليهم الأمر والنهي إذا وقفوا على ما فيها من سيرة أهل الجور والعدوان ورأها مدوّنةً في الكتب يتناقلها الناس ، فيرويها خلف عن سلف ، ونظروا الى ما أعقبت من سوء الذكر ، وقبيح الأحدوثة ، وخراب البلاد ، وهلاك العباد ، وذهاب الأموال ، وفساد الأحوال : استقبحوها ، وأعرضوا عنها واطَّرحوها ، وإذا رأوا سيرة الولاة العادلين وحسنها ، وما يتبعهم من الذكر الجميل بعد ذهابهم ، وأنّ بلادهم وممالكهم عمرت ، وأموالهم درّت : استحسنوا ذلك ورغبوا فيه ، وثابروا عليه وتركوا ما يُنافيه ، هذا سوى ما يحصل لهم من معرفة الآراء الصائبة التي دفعوا بها مضرات الأعداء ، وخلصوا بها من المهالك ، واستصانوا نفائس المدن وعظيم الممالك ، ولو لم يكن فيها غير هذا لكفى به فخراً .

 

 

واصلي بارك الله فيكِ

 

نتابع معكِ ... إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أختي راماس، وفيكِ بارك الله أختي الكريمة...

 

أختي سلوة الأحباب انتقاء ممتاز للمقولات، استفدت منه كثيرًا بارك الله فيكِ...

 

أختي إسراء شرفني متابعتك وتعليقك، بارك الله فيكِ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما علاقة التاريخ بالإسلام؟!!

 

قد يتسائل البعض متعجبًا... وما علاقة التاريخ بالإسلام؟!!، وأقول إن من يقول هذا كمن يقول وما علاقة الحياة بالإسلام؛ إن التاريخ هو قصة حياة، وأي دين ينتهجه المرىء هو منهج للحياة، ينظم حياته كيف تكون، تعاملاته كيف تكون، أخلاقياته، دستوره الذي يحكمه، نظرته للكون بأكملها... ولكن نحن قد أخذنا التفسير الغربي للتاريخ كما هو كما أخذنا منهم كل شيء غيره، فأصبحت نظرتنا للتاريخ هي نظرة مادية بحتة، وأصبحت الحضارة عندنا هي المباني الشاهقة، الأموال الكثيرة، الزينة، بدون اهتمام منا لدين هؤلاء واعتقادهم في الله عز وجل، بدون اهتمام بأخلاقياتهم وسلوكياتهم، بدون اهتمام بأشياء كثيرة هي أهم بكثير من هذه النظرة المادية؛ فمن يقول أن هذه هي الحضارة كمن يرى إنسانًا بعيدًا كل البعد عن دين الله عز وجل ولكن الله قد ابتلاه بمال أو بمنصب فيعتقد أن هذا الإنسان ناجحًا سعيدًا في حياته، ولكن من ينظر إليه عن قرب نظرة المدقق في أموره ربما يجده من أتعس المخلوقات على وجه الأرض؛ لأنه في غمرة الانجراف وراء الدنيا ربما يكون قد نسي ربه وبارزه بالمعاصي، فأصبحت حياته ضتكًا، تماما كحال الغرب الآن، هذه النظرة تسقط كل اعتبار للدين من منظورها وتهتم فقط بالمظهر الخارجي، المظهر الذي في الغالب لا يكون له علاقة بالجوهر، وللأسف أصبحت نظرة الكثيرين من المسلمين هكذا!!!، أما نظرة الإسلام في التاريخ هي عبارة عن دراسة التجربة البشرية التي تنبني أولا على الغاية من الوجود الإنساني كما يقول محمد قطب في كتاب (حول التفسير الإسلامي للتاريخ): "أن هناك غاية ربانية من خلق الإنسان وهي أن يكون خليفة الله في الأرض {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [سورة البقرة: 30]، وأن هنا شرطًا ربانيًا للاستخلاف {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة البقرة: 38-39].

 

ومن ثم فإن أعمال الإنسان كلها لها معيار رباني توزن به، بحسب تحقيقها لهدف الوجود الإنساني وشرطه أو عدم تحقيقها له، ومن ثم يحكم عليها دائمًا في أي وضع من الأوضاع بأنها خطأ أو صواب، منحرفة أو مستقيمة... ولا تكون قط خارجة عن ذلك التقويم بحجة من الحجج، ذلك أن المعايير الربانية التي تستخدم في التقويم، منظور فيها إلى كيان الإنسان كله، بما يشتمل عليه من طاقات وقدرات، وضرورات وأشواق، وأن التكاليف الربانية -التي هي مناط الحكم بالخطأ ولاصواب، والاستقامة والانحراف- منظور فيها إلى القدرة البشرية، وما منح الإنسان من وعي وإرادة وفاعلية: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [سورة البقرة: 286]، وبذلك كله يصبح للوود الإنساني معناه، وللتاريخ الإنساني معناه... وهو معنى في الحقيقة لا ينقطع بانقطاع الحياة الدنيا، إنما يمتد إلى يوم البعث والجزاء: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [سورة المؤمنون: 115]، {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [سورة ص: 27]، {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴿٣٦﴾ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ ﴿٣٧﴾ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ ﴿٣٨﴾ فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ﴿٣٩﴾ أَلَيْسَ ذَٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ} [سورة القيامة: 36-40]" (حول التفسير الإسلامي للتاريخ، محمد قطب، ص15،16).

 

وللحديث بقية بإذن الله

تم تعديل بواسطة مروة يحيى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أممٌ مؤمنة وأممٌ كافرة

 

يقول محمد قطب في كتاب (حول التفسير الإسلامي للتاريخ، ص 18): "من أجل ذلك لا يقسم التفسير الإسلامي للتاريخ الأمم تقسيمًا مبدئيًا إلى أمم متقدمة وأمم متخلفة بحسب الإنجاز المادي والعلمي، ولا إلى أمم قوية وأمم ضعيفة بحسب الإنجاز الحربي والسياسي، إنما يقسمها مبدئيًا إلى فريقين رئيسيين: أمم كافرة وأمم مؤمنة بحسب التقسيم الرباني: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة التغابن: 2]، ثم تجيء بعد ذلك كل التقسيمات الأخرى من تقدم وتخلف بحسب الإنجاز المادي والعلمي، وقوة وضعف الإنجاز الحربي والسياسي... الخ. وكلها داخلة في الحساب ولكن مع مراعاة أمرين رئيسيين:

 

الأول: أن القيمة الأولى والكبرى في ميزان الله -وهو الميزان الذي يزن به التفسير الإسلامي للتاريخ- هي الإيمان والكفر قبل كل معيار آخر....

 

والثاني: أن الإيمان الصحيح -بحسب المفهوم الإسلامي الصحيح- (انظر مفهوم لا إله إلا الله ومفهوم العبادة من كتاب "مفاهيم ينبغي أن تصحح) يستبشع حتمًا أن تسعى الأمة إلى حيازة كل وسائل القوة والتمكن المتعلقة بالإنجاز المادي والعلمي والحربي والسياسي... الخ، وإلا فهي مقصرة في دينها ذاته؛ فليس الوضع الصحيح للأمور أن يكون الإيمان بديلًا من وسائل القوة ولا أن تكون وسائل القوة بديلاً من الإيمان، إنما تكون الأمة في وضعها الأمثل حين تكون مؤمنة قوية في ذات الوقت، لا مؤمنة ضعيفة ولا قوية كافرة، فكلاهما اختلال لا يرضى به الله...

 

ومن الممكن -في التاريخ- أن توجد أمة مؤمنة في دور التكوين لم تستكمل بعد كل أدوات القوة والتمكن، فهذا ظرف خاص لا يقاس به وضعها النهائي، إنما يقاس وضعها النهائي حين تتاح لها الفرصة الزمنية اللازمة لاستكمال التكوين...ولكن حتى في هذه الحالة -التي كانت عليها الأمة الإسلامية مثلا في سنواتها الأولى- فالمقياس هو المقياس: الإيمان أولًا، ثم بقية المعايير بعد ذلك... والذي يحسم الهذه القضية هو المقارنة بين جيل الصحابة رضوان الله عليهم والجيل المعاصر الذي يملأ وجه الأرض... جيل بلغ القمة في الم القيم -المستمدة من الإيمان الصحيح- مع أدنى حد من الإنجازات المادية عرف في التاريخ، وجيل بلغ لاقمة في الإنجاز المادي والعلمي والتقني مع أدنى حد من القيم عرف في التاريخ... فأي الجيلين هو الذي حقق حقيقة "الإنسان" وأي جيل هو الذي تصبو البشرية إلى مثله؟!!

 

وعلى أي حال فإن الإنجاز المادي متاح للإنسان عامة بقدر ما يجتهد في طلبه، ولكن العبرة لمن يملأ قلب هذا الإنسان...

 

فأما إن كان مؤمنًا فإنتاجه هو الحضارة...

 

وأما إن كان كافرًا فقصاراه أن ينشىء "حضارة جاهلية" إن صح التعبير، حضارة لا تحقق هدف الوجود الإنساني تحقيقًا كاملًا، وليس هذا مقبولًا عند الله..." ا.هـ

 

ويقول في نفس الكتاب ص 18 تعليقًا على الآية: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٩﴾ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} [سورة الروم: 9-10]... فكونهم أثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ليس هو الذي يرفعهم في ميزان الله ما دام مقرونًا بتكذين الرسل وعدم التصديق بآيات الله، وهم جاهليون مهما أثاروا الأرض ومهما عمروها حتى يؤمنوا بالله وحده، ويحكموا شريعته وحدها، عندئذ فقط تزول عنهم صفة الجاهلية حين يدخلون في حكم الله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [سورة المائدة: 50]" ا. هـ (حول التفسير الإسلامي للتاريخ، محمد قطب).

 

وبعد أن عرضنا وجهة كلام الكاتب في تصنيف الأمم في التاريخ الإسلامي إلى أمم مؤمنة وأمم كافرة وبعدها يأتي باقي التقسيمات الأخرى من تقدم وتخلف بحسب الإنجاز المادي والعلمي وأوافقه الرأي في كل ما قاله ولكنني تفكرت في هذه الكلمات الذي قالها: "إنما تكون الأمة في وضعها الأمثل حين تكون مؤمنة قوية في ذات الوقت، لا مؤمنة ضعيفة ولا قوية كافرة، فكلاهما اختلال لا يرضى به الله..."... حقيقة حاولت كثيرًا أن أفكر في هذه الكلمات لأجد لها مثالًا في التاريخ،، وكنت أتمنى أن أجد نماذج كثيرة لأمة آمنت بربها وبلغت الذروة في الالتزام بشرع الله وحدوده وبلغت الذروة أيضًا في التقدم العلمي والمادي فلم أجد إلا القليل؛ فلو تأملنا شريط الأحداث مع جميع الرسل والأنبياء سنجد أنهم جميعًا قد لاقوا من الاضتهاد والمعاناة الكثير، بل منهم من قُتل، ومنهم من هُجِرَ من بلده، ومنهم من ألقي في النار، ومنهم من اتُهِمَ بالجنون... ومنهم ومنهم الكثير والكثير، وكذلك أتباعهم أصابهم من التنكيل والتعذيب الكثير والكثير، فالمؤمنون في الغالب دمهم مستباح إلا عندما تكون لهم دولة قوية تحميهم وهذا لم يحدث إلا في فترات قليلة من التاريخ... بل هناك قرى بأكملها حُرقت بسبب إيمانهم بالله العزيز الحميد، وما قصة أصحاب الأخدود علينا ببعيد... وهنا نجد كلمات ابن القيم في (مدارج السالكين) عن قلة الرفيق في طريق الحق: "ولما كان طالب الصراط المستقيم طالب أمر أكثرُ الناس عنه ناكبون، مريدًا لسلوك طريق مرافقه فيها في غاية القلة والعزة، والنفوس مجبولة على وحشة التفرد وعلى الأنس بالرفيق، نبه الله سبحانه على الرفيق في هذه الطريق، وأنهم هم الذين {أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} [سورة النساء: 69]، فأضاف "الصراط" إلى الرفيق السالكين له، وهم الذين أنعم الله عليهم؛ ليزول عن الطالب للهداية وسلوك الصراط وحشة تفرده في أهل زمانه وبني جنسه؛ وليعلم أن رفيقه في هذا الصراط: هم الذين أنعم الله عليهم، فلا يكثرت بمخالفة الناكبين عنه له؛ فإنهم هم الأقلون قدرًا وإن كانوا الأكثرين عددًا، كما قال بعض السلف: "عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين"، وكلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق واحرص على اللحاق بهم، وغض الطرف عمن سواهم؛ فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا، وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم؛ فإنك متى التفت إليهم أخذوك وعاقوك" ا.هـ

 

وللحديث بقية بإذن الله...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

بارك اللهُ فيكِ يآ غالية ,, آُتابع بشوق نعكِ :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا أختي

فعلا للتاريخ أهمية كبيرة

متابعة معك

لكن رجاء ممكن تكبري الخط عشان النظر :wub:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

اختي الحبيبة مروة

 

اكملي على بركة الله غاليتي

 

متابعين معكي باذن الله

 

تقبلي مروري

 

اختك مروة

 

 

همسة: اسمك ليس غريب علي .اظن اني اعرفك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اختي الحبيبة مروة يحيى

موضوع قيم جوزيت خيرا

لا حرمك ربي الأجر

متابعين معك يا غالية (:

أكملي على بركة الله

أحبك في الله الدي احببت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك اللهُ فيكِ يآ غالية ,, آُتابع بشوق معكِ :)

وفيكِ بارك الله أختي الكريمة... يشرفني متابعتك

 

أختى الكريمة مروة جزاك الله خيرا

جزانا وإياكِ أختي صديقة المسلمين

 

متابعة معك

لكن رجاء ممكن تكبري الخط عشان النظر

أختي أم منة وعمر ... هل هذا الخط مناسب؟

 

همسة: اسمك ليس غريب علي .اظن اني اعرفك

أختي بريق الهدى: ربما (: ...

 

أحبك في الله الدي احببت

أحبك الله الذي أحببتيني فيه أختي نجمة فلسطين

تم تعديل بواسطة مروة يحيى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

#######

 

 

 

[يُمنع صرف الموضوع أو الخروج عن مساره من خلال الأحاديث الجانبية]

تم تعديل بواسطة سلوة الأحباب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هَذَا هُوَ الطَرِيْق

 

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴿١﴾ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ﴿٢﴾ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴿٣﴾ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴿٤﴾ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ﴿٥﴾ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ﴿٦﴾ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ﴿٧﴾ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٨﴾ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴿١٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴿١١﴾ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴿١٢﴾ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴿١٣﴾ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴿١٤﴾ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴿١٥﴾ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ... }

 

إن قصة أصحاب الأخدود - كما وردت في سورة البروج - حقيقة بأن يتأملها المؤمنون الداعون إلى الله في كل أرض وفي كل جيل؛ فالقرآن بإيرادها في هذا الأسلوب مع مقدمتها والتعقيبات عليها، والتقريرات والتوجيهات المصاحبة لها.. كان يخط بها خطوطاً عميقة في تصور طبيعة الدعوة إلى الله، ودور البشر فيها، واحتمالاتها المتوقعة في مجالها الواسع - وهو أوسع رقعة من الأرض، وأبعد مدى من الحياة الدنيا - وكان يرسم للمؤمنين معالم الطريق، ويعدُّ نفوسهم لتلقي أي من هذه الاحتمالات التي يجري بها القدر المرسوم، وفق الحكمة المكنونة في غيب الله المستور.

 

إنها قصة فئة آمنت بربها، واستعلنت حقيقة إيمانها، ثم تعرضت للفتنة من أعداء جبارين بطاشين مستهترين بحق "الإنسان" في حرية الاعتقاد بالحق والإيمان بالله العزيز الحميد، وبكرامة الإنسان عند الله عن أن يكون لعبة يتسلى بها الطغاة بآلام تعذيبها، ويتلهون بمنظرها في أثناء التعذيب بالحريق!!

 

وقد ارتفع الإيمان بهذه القلوب على الفتنة، وانتصرت فيها العقيدة على الحياة؛ فلم ترضخ لتهديد الجبارين الطغاة، ولم تفتن عن دينها، وهي تحرق بالنار حتى تموت.

 

لقد تحررت هذه القلوب من عبوديتها للحياة؛ فلم يستذلها حب البقاء وهي تعاين الموت بهذه الطريقة البشعة، وانطلقت من قيود الأرض وجواذبها جميعاً، وارتفعت على ذواتها بانتصار العقيدة على الحياة فيها.

 

وفي مقابل هذه القلوب المؤمنة الخيِّرة الرفيقة الكريمة كانت هناك جبلات جاحدة شريرة مجرمة لئيمة، وجلس أصحاب هذه الجبلات على النار يشهدون كيف يتعذب المؤمنون ويتألمون، جلسوا يتلهون بمنظر الحياة تأكلها النار، والأناسي الكرام يتحولون وقوداً وتراباً، وكلما ألقي فتى أو فتاة، صبية أو عجوز، طفل أو شيخ، مـن المؤمنين الخيرين الكرام في النار، ارتفعت النشوة الخسيسة في نفوس الطغاة، وعربد السعار المجنون بالدماء والأشلاء!!

 

هذا هو الحادث البشع الذي انتكست فيه جبلات الطغاة وارتكست في هذه الحمأة، فراحت تلتذ مشهد التعذيب المروع العنيف، بهذه الخساسة التي لم يرتكس فيها وحش قط؛ فالوحش يفترس ليقتات، لا ليلتذ آلام الفريسة في لؤم وخسة!!

 

وهو ذاته الحادث الذي ارتفعت فيه أرواح المؤمنين وتحررت وانطلقت إلى ذلك الأوج السامي الرفيع، الذي تشرف به البشرية في جميع الأجيال والعصور.

 

في حساب الأرض يبدو أن الطغيان قد انتصر على الإيمان، وإن هذا الإيمان الذي بلغ الذروة العالية، في نفوس الفئة الخيرة الكريمة الثابتة المستعلية.. لم يكن له وزن ولا حساب في المعركة التي دارت بين الإيمان والطغيان!!

 

ولا تذكر الروايات التي وردت في هذا الحادث، كما لا تذكر النصوص القرآنية أن الله قد أخذ أولئك الطغاة في الأرض بجريمتهم البشعة، كما أخذ قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وقوم لوط، أو كما أخذ فرعون وجنوده أخذ عزيز مقتدر.

 

ففي حساب الأرض تبدو هذه الخاتمة أسيفة أليمة!!

 

أفهكذا ينتهي الأمر، وتذهب الفئة المؤمنة التي ارتفعت إلى ذروة الإيمان؟!، تذهب مع آلامها الفاجعة في الأخدود؟، بينما تذهب الفئة الباغية، التي ارتكست إلى هذه الحمأة، ناجية؟!

 

حساب الأرض يحيك في الصدر شيء أمام هذه الخاتمة الأسيفة!!

 

ولكن القرآن يعلِّم المؤمنين شيئاً آخر، ويكشف لهم عن حقيقة أخرى، ويبصرهم بطبيعة القيم التي يزنون بها، وبمجال المعركة التي يخوضونها.

 

إن الحياة وسائر ما يلابسها من لذائذ وآلام، ومن متاع وحرمان.. ليست هي القيمة الكبرى في الميزان.. وليست هي السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة، والنصر ليس مقصوراً على الغلبة الظاهرة؛ فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة.

 

إن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان، وإن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة، وانتصار العقيدة على الألم، وانتصار الإيمان على الفتنة.. وفي هذا الحادث انتصرت أرواح المؤمنين على الخوف والألم، وانتصرت على جواذب الأرض والحياة، وانتصرت على الفتنة انتصاراً يشرف الجنس البشري كله في جميع الأعصار.. وهذا هو الانتصار..

 

إن الناس جميعاً يموتون، وتختلف الأسباب، ولكن الناس جميعاً لا ينتصرون هذا الانتصار، ولا يرتفعون هذا الارتفاع، ولا يتحررون هذا التحرر، ولا ينطلقون هذا الانطلاق إلى هذه الآفاق.. إنما هو اختيار الله وتكريمه لفئة كريمة من عباده لتشارك الناس في الموت، وتنفرد دون الناس في المجد، المجد في الملأ الأعلى، وفي دنيا الناس أيضاً.

 

إذا نحن وضعنا في الحساب نظرة الأجيال بعد الأجيال!!

 

لقد كان في استطاعة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم، ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم؟!، وكم كانت البشرية كلها تخسر؟!، كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير، معنى زهادة الحياة بلا عقيدة، وبشاعتها بلا حرية، وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد؟!...

 

إنه معنى كريم جداً، ومعنى كبير جداً، هذا الذي ربحوه وهم بعد في الأرض، ربحوه وهم يجدون مس النار، فتحرق أجسادهم الفانية، وينتصر هذا المعنى الكريم الذي تزكيه النار!!

 

ثم إن مجال المعركة ليس هو الأرض وحدها، وليس هو الحياة الدنيا وحدها، وشهود المعركة ليسوا هم الناس في جيل من الأجيال، إن الملأ الأعلى يشارك في أحداث الأرض ويشهدها ويشهد عليها، ويزنها بميزان غير ميزان الأرض في جيل من أجيالها، وغير ميزان الأرض في أجيالها جميعاً. والملأ الأعلى يضم من الأرواح الكريمة أضعاف أضعاف ما تضم الأرض من الناس.. وما من شك أن ثناء الملأ الأعلى وتكريمه أكبر وأرجح في أي ميزان من رأي أهل الأرض وتقديرهم على الإطلاق...

 

وبعد ذلك كله هناك الآخرة... وهي المجال الأصيل الذي يلحق به مجال الأرض، ولا ينفصل عنه، لا في الحقيقة الواقعة، ولا في حس المؤمن بهذه الحقيقة.

 

فالمعركة إذًا لم تنته، وخاتمتها الحقيقية لم تجيء بعد، والحكم عليها بالجزء الذي عرض منها على الأرض حكم غير صحيح؛ لأنه حكم على الشطر الصغير منها والشطر الزهيد.

 

النظرة الأولى هي النظرة القصيرة المدى الضيقة المجال التي تعنّ للإنسان العجول، والنظرة الثانية الشاملة البعيدة المدى هي التي يروض القرآن المؤمنين عليها؛ لأنها تمثل الحقيقة التي يقوم عليها التصور الإيماني الصحيح.

 

ومن ثم وعد الله للمؤمنين جزاء على الإيمان والطاعة، والصبر على الابتلاء، والانتصار على فتن الحياة.. هو طمأنينة القلب: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْـرِ اللَّهِ تَطْمَئِـنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

 

وهو الرضوان والود من الرحمن:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم: 96].

 

وهو الذكر في الملأ الأعلى:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: "قبضتم ولد عبدي؟"، فيقولون: "نعم". فيقول: "قبضتم ثمرة فؤاده؟"، فيقولون: "نعم". فيقول: "ماذا قال عبدي؟"، فيقولون: "حمدك واسترجع". فيقول: "ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد"... [أخرجه الترمذي].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، فإن اقترب إلي شبراً اقتربت إليه ذراعاً، وإن اقترب إليّ ذرعاً اقتربت منه باعاً، وإن أتاني مشياً يمشي أتيته هرولة" [أخرجه الشيخان].

 

وهو اشتغال الملأ الأعلى بأمر المؤمنين في الأرض:

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر: 7].

 

وهو الحياة عند الله للشهداء:

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171].

 

كما كان وعده المتكرر بأخذ المكذبين والطغاة والمجرمين في الآخرة والإملاء لهم في الأرض والإمهال إلى حين.. وإن كان أحياناً قد أخذ بعضهم في الدنيا.. ولكن التركيز كله على الآخرة في الجزء الأخير:

{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ﴿١٩٦﴾ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 196 - 197].

 

{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴿٤٢﴾ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} .. [إبراهيم: 42 - 43].

 

{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿٤٢﴾ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ ﴿٤٣﴾ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [المعارج: 42 - 44].

 

وهكذا اتصلت حياة الناس بحياة الملأ الأعلى، واتصلت الدنيا بالآخرة، ولم تعد الأرض وحدها هي مجال المعركة بين الخير والشر، والحق والباطل، والإيمان والطغيان. ولم تعد الحياة الدنيا هي خاتمة المطاف، ولا موعد الفصل في هذا الصراع.. كما أن الحياة وكل ما يتعلق بها من لذائد وآلام ومتاع وحرمان، لم تعد هي القيمة العليا في الميزان.

 

انفسح المجال في المكان، وانفسح المجال في الزمان، وانفسح المجال فـي القيم والموازين، واتسعت آفاق النفس المؤمنة، وكبرت اهتماماتها، فصغرت الأرض وما عليها، والحياة الدنيا وما يتعلق بها، وكبر المؤمن بمقدار ما رأى وما عرف من الآفاق والحيوات، وكانت قصة أصحاب الأخدود في القمة في إنشاء هذا التصور الإيماني الواسع الشامل الكبير الكريم.

 

هناك إشعاع آخـر تطلقه قصة أصحاب الأخدود وسورة البروج حول طبيعة الدعوة إلى الله، وموقف الداعية أمام كل احتمال.

 

لقد شهد تاريخ الدعوة إلى الله نماذج منوعة من نهايات في الأرض مختلفة للدعوات..

 

شهد مصارع قوم نوح، وقوم هود، وقوم شعيب، وقوم لوط، ونجاة الفئة المؤمنة القليلة العدد، مجرد النجاة، ولم يذكر القرآن للناجين دوراً بعد ذلك في الأرض والحياة. وهذه النماذج تقرر أن الله سبحانه وتعالى يريد أحياناً أن يعجِّل للمكذبين الطغاة بقسط من العذاب في الدنيا، أما الجزاء الأوفى فهو مرصود لهم هناك.

 

وشهد تاريخ الدعوة مصرع فرعون وجنوده، ونجاة موسى وقومه، مع التمكين للقوم في الأرض فترة كانوا فيها أصلح ما كانوا في تاريخهم. وإن لم يرتقوا قط إلى الاستقامة الكاملة، وإلى إقامة دين الله في الأرض منهجاً للحياة شاملاً.. وهذا نموذج غير النماذج الأولى.

 

وشهد تاريخ الدعوة كذلك مصرع المشركين الذين استعصوا على الهدى والإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وانتصار المؤمنين انتصاراً كاملاً، مع انتصار العقيدة في نفوسهم انتصاراً عجيباً. وتم للمرة الوحيدة في تاريخ البشرية أن أقيم منهج الله مهيمناً على الحياة في صورة لم تعرفها البشرية قط، من قبل ولا من بعد.

 

وشهد - كما رأينا - نموذج أصحاب الأخدود..

 

وشهد نماذج أخرى أقل ظهوراً في سجل التاريخ الإيماني في القديم والحديث، وما يزال يشهد نماذج تتراوح بين هذه النهايات التي حفظها على مدار القرون.

 

ولم يكن بدّ من النموذج الذي يمثله حادث الأخدود، إلى جانب النماذج الأخرى، القريب منها والبعيد..

 

لم يكن بد من هذا النموذج الذي لا ينجو فيه المؤمنون، ولا يؤخذ فيه الكافرون، ذلك ليستقر في حس المؤمنين - أصحاب دعوة الله - أنهم قد يدعون إلى نهاية كهذه النهاية في طريقهم إلى الله، وأن ليس لهم من الأمر شيء، إنما أمرهم وأمر العقيدة إلى الله...

 

إن عليهم أن يؤدوا واجبهم، ثم يذهبوا، وواجبهم أن يختاروا الله، وأن يؤثروا العقيدة على الحياة، وأن يستعلوا بالإيمان على الفتنة وأن يصدقوا الله في العمل والنية، ثم يفعل الله بهم وبأعدائهم، كما يفعل بدعوته ودينه ما يشاء، وينتهي بهم إلى نهاية من تلك النهايات التي عرفها تاريخ الإيمان، أو إلى غيرها مما يعلمه هو ويراه.

 

إنهم أجراء عند الله، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا، عملوا وقبضوا الأجـر المعلوم، وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أي مصير، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير...

 

وهم يقبضون الدفعة الأولى طمأنينة في القلب، ورفعة في الشعور، وجمالاً في التصور، وانطلاقاً من الأوهاق والجواذب، وتحرراً من الخوف والقلق، في كل حال من الأحوال.

 

وهم يقبضون الدفعة الثانية ثناء في الملأ الأعلى وذكراً وكرامة، وهم بعد في هذه الأرض الصغيرة.

 

ثم هم يقبضون الدفعة الكبرى في الآخرة حساباً يسيراً ونعيماً كبيراً.

 

ومع كل دفعة ما هو أكبر منها جميعاً رضوان الله، وأنهم مختارون ليكونوا أداة لقدره وستاراً لقدرته، يفعل بهم في الأرض ما يشاء.

 

وهكذا انتهت التربية القرآنية بالفئة المختارة من المسلمين في الصدر الأول إلى هذا التطور، الذي أطلقهم من أمر ذواتهم وشخوصهم، فأخرجوا أنفسهم من الأمر البتة، وعملوا أجراء عند صاحب الأمر ورضوا خيرة الله على أي وضع وعلى أي حال.

 

وكانت التربية النبوية تتمشى مع التوجيهات القرآنية، وتوجه القلوب والأنظار إلى الجنة، وإلى الصبر على الدور المختار حتى يأذن الله بما يشاء في الدنيا والآخرة سواء.

 

كان - صلى الله عليه وسلم - يرى عماراً وأمه وأباه - رضي الله عنهم - يعذبون العذاب الشديد في مكة، فما يزيد على أن يقول: "صبراً آل ياسر، موعدكم الجنة"..

 

وعن خبّاب بن الأرثّ - رضي الله عنه - قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد برده في ظل الكعبة، فقلنا: "ألا تستنصر لنا؟، أو تدعو لنا؟"، فقال: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يبعده ذلك عن دينه، والله ليتممن الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، فلا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" [أخرجه البخاري].

 

إن لله حكمة وراء كل وضع ووراء كل حال، ومدبر هذا الكون كله، المطلع على أوله وآخره، المنسق لأحداثه وروابطه، هو الذي يعرف الحكمة المكونة في غيبه المستور، الحكمة التي تتفق مع مشيئته في خط السير الطويل.

 

وفي بعض الأحيان يكشف لنا - بعد أجيال وقرون - عن حكمة حادث لم يكن معاصروه يدركون حكمته، ولعلهم كانوا يسألون لماذا؟، لماذا يا رب يقع هذا؟، وهذا السؤال نفسه هو الجهل الذي يتوقاه المؤمن؛ لأنه يعرف ابتداء أن هناك حكمة وراء كل قدر؛ ولأن سعة المجال في تصوره، وبعد المدى في الزمان والمكان والقيم والموازين تغنيه عن التفكير ابتداء في مثل هذا السؤال، فيسير مع دورة القدر في استسلام واطمئنان..

 

لقد كان القرآن ينشئ قلوباً يعدها لحمل الأمانة، وهذه القلوب كان يجب أن تكون من الصلابة والقوة والتجرد بحيث لا تتطلع - وهي تبذل كل شيء ، وتحتمل كل شيء - إلى شيء في هذه الأرض، ولا تنظر إلا إلى الآخرة، ولا ترجو إلا رضوان الله، قلوباً مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في نصب وشقاء وحرمان وعذاب وتضحية حتى الموت، بلا جزاء في هذه الأرض قريب، ولو كان هذا الجزاء هو انتصار الدعوة، وغلبة الإسلام وظهور المسلمين، بل لو كان هذا الجزاء هو هلاك الظالمين بأخذهم أخذ عزيز مقتدر كما فعل بالمكذبين الأولين...

 

حتى إذا وجدت هذه القلوب، التي تعلم أن ليس أمامها في رحلة الأرض إلا أن تعطي بلا مقابل - أي مقابل - وأن تنتظر الآخرة وحدها موعداً للفصل بين الحق والباطل، حتى إذا وجدت هذه القلوب، وعلم الله منها صدق نيّتها على ما بايعت وعاهدت، آتاها النصر في الأرض، وائتمنها عليه، لا لنفسها، ولكن لتقوم بأمانة المنهج الإلهي وهي أهل لأداء الأمانة منذ كانت لم توعد بشيء من المغنم في الدنيا تتقاضاه، ولم تتطلع إلى شيء من الغنم في الأرض تعطاه، وقد تجردت لله حقاً يوم كانت لا تعلم لها جزاء إلا رضاه.

 

وكل الآيات التي ذكر فيها النصر، وذكر فيها المغانم، وذكر فيها أخذ المشركين في الأرض بأيدي المؤمنين نزلت في المدينة.. بعد ذلك.. وبعد أن أصبحت هذه الأمور خارج برنامج المؤمن وانتظاره وتطلعه، وجاء النصر ذاته لأن مشيئة الله اقتضت أن تكون لهذا المنهج واقعية في الحياة الإنسانية، تقرره في صورة عملية محددة تراها الأجيال.. فلم يكن جزاء على التعب والنصب والتضحية والآلام، إنما كان قدراً من قدر الله تكمن وراءه حكمة نحاول رؤيتها الآن...

 

وهذه اللفتة جديرة بأن يتدبرها الدعاة إلى الله، في كل أرض وفي كل جيل؛ فهي كفيلة بأن تريهم معالم الطريق واضحة بلا غبش، وأن تثبِّت خطى الذين يريدون أن يقطعوا الطريق إلى نهايته، كيفما كانت هذه النهاية، ثم يكون قدر الله بدعوته وبهم ما يكون، فلا يتلفتون في أثناء الطريق الدامي المفروش بالجماجم والأشلاء، وبالعرق والدماء إلى نصر أو غلبة، أو فيصل بين الحق والباطل في هذه الأرض.. ولكن إذا كان الله يريد أن يصنع بهم شيئاً من هذا لدعوته ولدينه فسيتم ما يريده الله.. لا جزاء على الآلام والتضحيات.. لا، فالأرض ليست دار جزاء.. وإنما تحقيقاً لقدر الله في أمر دعوته ومنهجه على أيدي ناس من عباده يختارهم ليمضي بهم من الأمر ما يشاء، وحسبهم هذا الاختيار الكريم ، الذي تهون إلى جانبه وتصغر هذه الحياة، وكل ما يقع في رحلة الأرض من سراء أو ضراء.

 

هنالك حقيقة أخرى يشير إليها أحد التعقيبات القرآنية على قصة الأخدود في قوله تعالى:

{وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}..

 

حقيقة ينبغي أن يتأملها المؤمنون الداعون إلى الله في كل أرض وفي كل جيل.

 

إن المعركة بين المؤمنين وخصومهم هي في صميمها معركة عقيدة وليست شيئاً آخر على الإطلاق، وإن خصومهم لا ينقمون منهم إلا الإيمان، ولا يسخطون منهم إلا العقيدة..

 

إنها ليست معركة سياسية ولا معركة اقتصادية، ولا معركة عنصرية.. ولو كانت شيئاً من هذا لسهل وقفها، وسهل حل إشكالها، ولكنها في صميمها معركة عقيدة - إما كفر وإما إيمان.. إما جاهلية وإما إسلام...

 

ولقد كان كبار المشركين يعرضون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المال والحكم والمتاع في مقابل شيء واحد، أن يدع معركة العقيدة وأن يدهن في هذا الأمر، ولو أجابهم - حاشاه - إلى شيء مما أرادوا ما بقيت بينهم وبينه معركة على الإطلاق...

 

إنها قضية عقيدة ومعركة عقيدة.. وهذا ما يجب أن يستيقنه المؤمنون حيثما واجهوا عدواً لهم؛ فإنه لا يعاديهم لشيء إلا لهذه العقيدة "إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد" ويخلصوا له وحده الطاعة والخضوع...

 

وقد يحاول أعداء المؤمنين أن يرفعوا للمعركة راية غير راية العقيدة، راية اقتصادية أو سياسية أو عنصرية، كي يموِّهوا على المؤمنين حقيقة المعركة، ويطفئوا في أرواحهم شعلة العقيدة، فمن واجب المؤمنين ألا يُخدَعوا، ومن واجبهم أن يدركوا أن هذا تمويه لغرض مبيت، وأن الذي يغيِّر راية المعركة إنما يريد أن يخدعهم عن سلاح النصر الحقيقي فيها، النصر في أية صورة من الصور، سواء جاء في صورة الانطلاق الروحي كما وقع للمؤمنين في حادث الأخدود، أو في صورة الهيمنة - الناشئة من الانطلاق الروحي - كما حدث للجيل الأول من المسلمين.

 

ونحن نشهد نموذجاً من تمويه الراية في محاولة الصليبية العالمية اليوم أن تخدعنا عن حقيقة المعركة، وأن تزور التاريخ، فتزعم لنا أن الحروب الصليبية كانت ستاراً للاستعمار.. كلا.. إنما كان الاستعمار الذي جاء متأخراً هو الستار للروح الصليبية التي لم تعد قادرة على السفور كما كانت في القرون الوسطى!!، والتي تحطمت على صخرة العقيدة بقيادة مسلمين من شتى العناصر، وفيهم صلاح الدين الكردي، وتوران شاه المملوكي، العناصر التي نسيت قوميتها وذكرت عقيدتها فانتصرت تحت راية العقيدة...

 

{وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}...

 

وصدق الله العظيم، وكذب المموهون الخادعون...

 

سيد قطب (معالم في الطريق)....

 

وبعد أن عرضنا المسألة كاملة، وعرضنا القضية كاملة، قضية الصراع بين الحق والباطل عبر العصور، وستظل هذه المعركة إلى قيام الساعة... ولذلك علينا أن تعرف قوانين المعركة حتى نتبين الطريق...

 

وللحديث بقية بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله؛

 

الحبيبة مروة..

رائع جدا.. واستفدت كثيرا اللهم بارك

لما لا تكملي يا حبيبة الرحلة ونحن معكِ؟؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

 

 

إن الحياة وسائر ما يلابسها من لذائذ وآلام، ومن متاع وحرمان.. ليست هي القيمة الكبرى في الميزان.. وليست هي السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة، والنصر ليس مقصوراً على الغلبة الظاهرة؛ فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة.

 

إن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان، وإن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة، وانتصار العقيدة على الألم، وانتصار الإيمان على الفتنة.. وفي هذا الحادث انتصرت أرواح المؤمنين على الخوف والألم، وانتصرت على جواذب الأرض والحياة، وانتصرت على الفتنة انتصاراً يشرف الجنس البشري كله في جميع الأعصار.. وهذا هو الانتصار..

 

صدقتِ ....

 

نفع الله بكِ

 

و جعل عملك في ميزان حسناتك

 

متابعة معك باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه

 

يبدو أن الموضوع قيم جدًا

قرأت أول مقالتين ولي عودة بإذن الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×