اذهبي الى المحتوى
مروة يحيى

دعــــــــوة للتدبـــــــــــــــــــــر...

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله

 

والصلاة والسلام على خير خلق الله، نبينا محمد وعلى آله صحبه وسلم...

 

نحن هنا اليوم لنبدأ سويًا صفحة جديدة في حياتنا، نعيد فيها تدبر وتأمل كل شيء حولنا لنغوص في معاني وعبر ربما رأيناها كثيرا من قبل، ولكن شكلها لم يكن بنفس الشكل الذي سنراه، ومعناها ليس بنفس المعنى الذي سنفهمه به،،،

 

سنحاول أن نرتدي نظارة من نوعٍ مختلف ليست ككل النظارات التي يستعملها الآخرون، نظارة ترينا الأشياء على حقيقتها، نظارة مكبرة ومعظمة، ندقق ونمعن النظر بها في كل شيء، ولو استطعنا أن نُعين أنفسنا على عمل القياسات المضبوطة لهذه النظارة لربما تغيرت حياتنا كلها بعدها لنبدأ حياة جديدة، حياة ليست كباقي الحيوات التي يعيشها الناس من حولنا، وما أحلاها من حياة لأنها ستكون حياة على نور من الله...

 

{أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} [سورة الأنعام: 122].

 

 

هيا بنا لنعيش حياة مع القرآن، كلام الله، لنعيش كل معنى من معانيه، نتدبرها بقلوبنا وعقولنا لتكون واقعًا حيًا في حياتنا، لنكون بحق خير أمة أخرجت للناس...

 

 

ولنبدأ بسم الله وعلى بركة الله...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله نبدأ...

 

 

نعيش اليوم أجواء سورة مريم، المليئة بالمحن، المليئة بالمنح... والسورة من أولها تبدأ بكلمات رقراقة ناعمة تشعر معها أنك تعيش بداخلها، تستشعر بكل دقة ما مر بأصحابها وكأنك كنت معهم،،،

 

ولنشرع في تلاوة {كهيعص} [سورة مريم: 1]، كم هي مؤثرة تلاوة تلك الحروف، هل تعرف معناها؟!... لا، ولم يستطع أي من العلماء إلى يومنا هذا معرفة معاني هذه الحروف، وبرغم هذا تؤثر في الوجدان ليتدبر كل ذي عقل الفرق بين كلام الرحمن وكلام أي أحدٍ آخر، وليعلم أن هذا القرآن من عند الرحيم الرحمن، وكما أننا لا نفهم معنى تلك آيات ونتأثر بها، كذلك الأعاجم لا يفهمون معاني كلمات القرآن ويتأثرون به فتهتز له قلوبهم ويشعرون معه بتناغم مع ما بداخلهم من فطرة، فمنهم من إن سمعه يجد عينه تذرف الدموع، يشعر وكأن شيئا ما بداخله يناديه، يشعر أن هذه الكلمات نهز كيانه هزًا، ولكن العجيب في الأمر أنه منا من لا يشعر بما فيها، منا من لا يشعر بقيمتها!!!... فهل نحن منهم؟!... أسأل الله ألا نكون منهم...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

ماشاء الله مروة

 

موضوع مميز ورائع اللهم بارك

 

متابعين معك حبيبتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

شتان بين همٍ وهم

 

 

ونبدأ القصة بذكر رحمة الله {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} [سورة مريم: 2]، يا الله... كم هو رحيم بعباده، كم هو كريم معهم، كم هي رقراقة هذه الآيات وهي تتحدث عن عبد من عباد الله، نبي من أنبياء الله، من أسرة من أكرم خلق الله، لنعلم كمّ البلاء الذي نزل على أولياء الله وكيف تعاملوا معه...

 

تحكي لنا القصة مناجاته لربه {إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴿٣﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴿٤﴾ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ﴿٥﴾ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [سورة مريم: 3-6]... انظر كيف يناجي ربه ويدعوه ويرجوه، يشكوا إلى الله ضعف قوته وخوفه على ضياع الدين من بعده فيطلب من الله أن يرزقه الولد لينصر به دين الله،،،

 

إنه يكلم الله ويناجيه، فهو دائم الذكر له في السر والعلن، قلبه قد انشغل كله بشيء واحد وهو الله سبحانه ونصرة دينه... ولأن الله يعلم السر وأخفى فيعلم ما يتمناه عبده زكريا فاستجاب دعوته...

 

وهذه الآيات كلها معاني وعبر، فلننظر الهم الذي يحمله... إنه يخشى ضياع الدين من بعده، يخشى على دين الله فأراد أن يكون هناك من يخلفه من عبده... يعلمه ويربيه على يديه ليحمل الهم، هم الدعوة، ولم يفكر مثل الكثيرين أنه يمكن أن يتفوق التلميذ على أستاذه فيُسحب البساط من تحت قدميه، لم يفكر أن يسيطر على كل شيء حتى يكون له الأمر كله، بل أراد أن يكون هناك من يرث علمه من بعده، فالميراث الذي يتحدث عنه ليست الأطيان والعقارات والذهب والفضة والأموال، ولكنه ميراث النبوة ف «الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم» [صححه الألباني]، وهذا هو خلق الأنبياء دائما؛ فهذا موسى عليه السلام يطلب النبوة لأخيه هارون لأنه يرى أنه أفصح منه لسانًا {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴿٣١﴾ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴿٣٢﴾ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ﴿٣٣﴾ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ﴿٣٤﴾ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا} [سورة طه: 29-35]، ورغم أن التفكير المريض للنفس البشرية يخشى من ذلك لأن الأفصح لسانًا يكون له مكانة عند الناس ويمكن أن يؤثر في الناس أكثر، ولكن هذه ليست خلق من له هم لنصرة دين الله في الحياة، فضلًا أن يكونوا خير خلق الله ومن اصطفاهم ليكونوا رسلًا له، مبشرين ومنذرين لهداية العالمين...

 

فهلا تعلمنا منهم؟!!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على الدعوة المميزة

 

نتابع معكِ إن شاء الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رحمة ربك

 

 

بدأت سورة مريم بذكر رحمة الله {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} [سورة مريم: 2]، فيشعر كل قارىء وسامع للسورة بالرحمة المتنزلة على قلبه عند سماعها،، وتظل الرحمة متلازمة مع آي السورة من البداية حتى النهاية؛ فها هي الرحمة مع نبي الله زكريا عليه السلام {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} [سورة مريم: 2]، فرزقه بالولد بعد عجز وضعف، رحمة من الله على عبده الكريم، ثم تأتي الرحمة بمعنى آخر وهي الحنان {يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴿١٢﴾ وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا} [سورة مريم: 12-13]، وها هي مريم العفيفة الطاهرة تستعيذ بالرحمن {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿١٧﴾ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا} [سورة مريم: 17-18]، ثم أمرها الله {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} [سورة مريم: 26]، وها هو إبراهيم عليه السلام يدعو أباه أن يعبد الرحمن {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا ﴿٤٤﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [سورة مريم: 44-45]؛ فحتى عندما ذكر أن الشيطان عاصيًا قال إنه عاصيًا للرحمن ليشعر المرىء بسوء ما فعله هذا اللعين الخبيث إبليس، وأيضًا عندما خاف على أبيه من العذاب قال {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ}؛ فهل من صفته الرحمة يعذب أحدًا إلا لشناعة وجرم ما فعل؛ فالرحمن لا يُعذِب إلا رحمة بعباده...

 

ثم عندما ذكر الله عز وجل هبته لخليله إبراهيم بأن جعل من ذريته أنبياء قال: {وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴿٤٩﴾ وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}، فها هي الهبة رحمة من الله عز وجل لخليله إبراهيم عليه السلام...

 

ثم يهب الله لنبيه موسى عليه السلام أخاه هارون نبيًا: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا} [سورة مريم: 53]، وتظل الرحمة نستشعرها في جميع أرجاء السورة، فيخفق قلبنا ويخشع لمن صفته الرحمن، الله عز وجل حتى نصل إلى هذه الآية {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩} [سورة مريم: 58]، فلا نستطع فعل شيء إلا أن نخر ساجدين لله عز وجل، الرحمن الرحيم، بقلوب خاشعة ساكنة، لاهجة بالذكر والدعاء...

 

ثم يذكر الله عز وجل بحساب الآخرة، فتكون الجنة لمن وعده الرحمن {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} [سورة مريم: 61]، ومن يدخل جهنم -أعاذنا الله منها- {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا} [سورة مريم: 69]...

 

وتظل الرحمة، ويظل اسم الرحمن متلازمًا مع السورة حتى نهايتها سواء في آيات المنع أو العطاء، الحساب أو العذاب، الجنة أو النار، الترغيب أو الترهيب، لنستشعر بمدى حكمة الله في رحمته بعباده الطائع منهم أو العاصِ كلٌ على قدرِ عمله...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ما أجملها من معاني كانت خافية عني

بالفعل المتأمل في السورة يجد ذكر الرحمة والرحمن فيها كثيرا ....سبحان الله

جزاك الله خيرا

ونتابع إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

سبحان الله.

بارك الله فيك و نفع بك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الرحمة في العقاب

 

كثيرًا ما يرتبط في أذهان الناس أن الرحمة هي العطاء فقط، ويغيب عن ذهن الكثير أن العقاب هو أيضًا رحمة...

 

فكيف يكون العذاب أو العقاب رحمة؟!!!

 

دعونا نأتي بمثل بشري ولله المثل الأعلى،، عندما يعاقب الأب ابنه على خطأ ارتكبه، هل يكون عقاب الأب إلا رحمة بابنه؟!، هل يفعل هذا إلا خوفًا عليه مما هو أسوأ؟!، هل يعاقبه إلا لرغبته في أن يراه في أفضل حال؟!!

 

ولله المثل الأعلى...

 

عندما ذكرنا في المرة السابقة تلازم صفة الرحمة في جميع آي السورة سواء في الثواب أو العذاب، في الجنة أو في النار، في الترغيب أو الترهيب؛ لنستشعر بمدى حكمة الله في رحمته بعباده الطائع منهم أو العاصِ كلٌ على قدرِ عمله...

 

ودعونا نتدبر فيمَ تكون الرحمة في العذاب...

 

العذاب هو محاسبة المخطىء عن سوء فعله؛ فهو إذًا رحمة بالمحسن كي لا يستوي الذي يعملون والذين لا يعملون...

 

وهو رحمة بالمسيء لأن تذكيره بالعذاب في الآخرة يمنعه من فعل المزيد من السيئات...

 

وهو رحمة بالمجتمع ككل؛ لأنه إذا تذكر كل فرد من المجتمع ما يمكن أن يصيبه من العذاب امتنع عن الكثير من الموبقات خوفًا من العذاب الجماعي...

 

ولذلك أيضًا فإن في إقامة حدود الله رحمة لا يدركها إلا القليل في زماننا هذا للأسف الشديد...

 

قال الله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة: 179]... وقد يتسائل البعض كيف يكون في القصاص، الذي هو القتل حياة؟!!!، وإذا تدبرنا الأمر سنجد أن الحياة للمجتمع ككل؛ فإذا إقيمت الحدود على الجميع، القوي منهم والضعيف، الشريف منهم والوضيع، كانت الحدود رادعًا للكثير من المخطئين ليكفوا عن الناس شرهم... فيكون قتل شخص عقابًا على قتله لغيره حياة للمجتمع بأكمله... ولكن من يعي ومن يتعظ؟!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاك الله خيرا مروة

 

العذاب هو محاسبة المخطىء عن سوء فعله؛ فهو إذًا رحمة بالمحسن كي لا يستوي الذي يعملون والذين لا يعملون...

 

وهو رحمة بالمسيء لأن تذكيره بالعذاب في الآخرة يمنعه من فعل المزيد من السيئات...

 

حقا والله

 

أتخيل ذلك بحد السارق مثلا

 

فهو قطع يديه

 

فهذا أراه رحمة لهذا المسروق الذى تقطع قلبه حزنا على ما سؤق منه بعد تعبه وجده

 

وكذلك رحمه للسارق عسى أن يتوب يوما من فعلته وكلما نوى السرقة شاهد يديه المقطوعة فتذكر فرجع عما ينوى

 

ورحمة للمجتمع حتى يرونه فلا يقع أحدا فيما وقع فيه .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

دعاء الضعيف المحتاج

 

 

نعود لزكريا -عليه السلام- ودعاؤه الله بالذرية الصالحة، لنتوقف مع كلمات الدعاء فنجدها تضرع لله، وإعلان الضعف والعجز وكبر السن، ولكنه في الوقت نفسه يوقن في قدرة الله على كل شيء، ويوقن بإجابة الدعاء {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴿٢﴾ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴿٣﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴿٤﴾ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ﴿٥﴾ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [سورة مريم: 2-6]...

 

وهذه وقفة لنا جميعًا... فكثيرًا الأحيان عندما تضيق علينا الدنيا بما رحبت وتغلق في وجوهنا كل الأبواب يعترينا اليأس والقنوط، ولكن من يتدبر جيدًا يعلم أن هذه الأوقات هي أوقات بداية فجر جديد {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [سورة يوسف: 110]، ولكن كل ما علينا هو أن نصبر على قدر الله وندعوه ونحن موقنين بالإجابة...

 

والدعاء هو سلاح المظلومين ومفزع الضعفاء المكسورين إذا انقطعت بهم الأسباب، وأغلقت في وجوههم الأبواب، يقول الإمام الشافعي:

 

أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاءُ

سهام الليل لا تخطي ولكن *** له أمدٌ وللأمد انقضاء

 

آداب الدعاء:

 

للدعاء آداب كثيرة يحسن توافرها لتكون عوناً بعد الله على إجابة الداعي، ومن هذه الآداب:

 

1 - افتتاح الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

 

2 - الاعتراف بالذنب والإقرار به:

 

وفي هذا كمال العبودية لله تعالى، مثلما دعا يونس عليه السلام: {فَنَادى فِي الظُلُمَاتِ أن لآ إلَهَ إلآ أنتَ سُبحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَالٍمِينَ} [سورة الأنبياء: 87].

 

3 - الإلحاح في الدعاء والعزم في المسألة.

 

لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له» [رواه البخاري].

 

4 - الوضوء واستقبال القبلة ورفع الأيدي حال الدعاء.

 

5 - خفض الصوت والإسرار بالدعاء:

 

لقول الله تعالى: {ادعُوا رَبَكُم تَضَرُعاً وَخُفيَةٌ إنَهُ لاَ يُحِبُ المُعتَدِينَ} [سورة الأعراف: 55]. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم» [رواه البخاري].

 

6 - عدم تكلف السجع.

 

7 - تحري الأوقات المستحبة واغتنام الأحوال الشريفة:

 

كأدبار الصلوات الخمس، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل، ويوم الجمعة، ويوم عرفة، وحال نزول المطر، وحال السجود، وحال زحف الجيوش في سبيل الله، وغير ذلك.

 

8 - تجنب الدعاء على النفس والأهل والمال:

 

لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم» [رواه مسلم] (مطوية الدعاء سلاح المؤمن، دار الوطن).

 

{لآ إلَهَ إلآ أنتَ سُبحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَالٍمِينَ} [سورة الأنبياء: 87].

تم تعديل بواسطة مروة يحيى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×